تذكرت استراليا امس الاربعاء، في يوم التذكر، Rememberance Day الضحايا الذين سقطوا في الحربين العالميتين الاولى والثانية بانتهائها في 11/11/1918 والذي يطلق عليه يوم التذكر. اذ وقفت استراليا دقيقة صمت على ارواحهم وتذكر مآسي الحروب.
وقام الحاكم العام سير بيتر كوسغروف ورئيس الوزراء مالكولم تيرنبل ووزراء بارزون مع الامير تشارلز وزوجته كاميليا ووضعوا اكاليل الزهور على ضريح الجندي المجهول في كانبيرا.
واقيمت كذلك الاحتفالات في عواصم الولايات والمقاطعات ووضعت اكاليل الزهور على اضرحة الجندي المجهول فيها.
والقيت كلمات التذكر حيث كانت كارثة الحرب العالمية الاولى على استراليا هي الاعتى في العالم حيث مات فيها حوالي 75000 جندي استرالي من 400،000 جندي استرالي تطوعوا في الحرب العالمية الاولى.
وعرضت اصوات بعض الجنود القدامى الاستراليين المسجلة الذين حاربوا في العالم العالمية الاولى قبل وفاتهم.
وشارك الامير تشارلز والاميرة كاميليا استراليا في يوم التذكر حيث كان اللقاء الاول بين تيرنبل والامير تشارلز بعد تولي تيرنبل منصب رئاسة الوزراء، اذ ان تيرنبل يتبنى سياسة تغيير استراليا من النظام الملكي الى النظام الجمهوري والغاء الألقاب الملكية البريطانية مثل سير ودام الذي كان سلفه طوني آبوت قد اقرّها استناداً الى انها غير مناسبة للعصر الحديث.
وبعد ذلك قام الامير تشارلز بتناول وجبة الغداء باربكيو على شاطىء سيدني الذي يعتبر تقليداً ثقافياً استرالياً.
والقى القائد العام لجيش الدفاع الاسترالي انغوس كامبل كلمة قال فيها ان على استراليا الاستعداد لحروب مقبلة على نطاق واسع ونادى بضرورة استعداد الجيش الاسترالي لاحتمال المشاركة في حروب واسعة قد تنشب في العالم محذراً من التساهل او الاعتقاد بان الحروب التقليدية الكبرى قد ولّت.
واضاف الجنرال كامبل ان التزامات استراليا الدولية مثل تدريب الجيش العراقي وضرب قواعد داعش لابد منها من اجل احلال السلام.
وبمناسبة يوم التذكر اشارت وسائل الاعلام الاسترالي الى ان الجنود الاستراليين العائدين الذين خدموا في الحروب المعاصرة في العراق وافغانستان وفيتنام يعانون من مشاكل نفسية وظروف حياتية صعبة للغاية اثر عودتهم. فقد بلغ عدد المشردين بدون مأوى 3000 جندي بسبب اصابتهم بالامراض النفسية وانهيار زواجهم وادمانهم على الكحول والمخدرات والانتحار.
فإن اصلاح ظروف حياتهم المذرية هو من مسؤولية الدولة اذ ان توفير المساكن لهم سوف يكلّف الحكومة 60 مليون دولار. فلم تقدم الحكومة الفيدرالية او حكومة الولاية المساعدة المطلوبة لهم حتى ان وزير شؤون المحاربين ستيوارت روبرت الموجود حالياً في اوروبا وتركيا للمشاركة في يوم التذكر هناك رفض التعهد بتخصيص الاعتمادات المالية لتوفير المساكن للجنود العائدين.
فقال ناطق باسم الوزير ان الحكومة قد اعتمدت في العام المالي 2013 – 2014 182 مليون دولار من اجل علاج الصحة النفسية للجنود وعائلاتهم.
وقال زعيم المعارضة العمالية بيل شورتن ان الجنود الاستراليين العائدين في حاجة ماسة وضرورية الى المزيد بأكثر كثير مما تقدمه الحكومة، وهي مشكلة يجب ان لا نعاني منها في استراليا.
ومن ناحية ثانية توفي امس البطل الاسترالي في الحرب العالمية الثانية الكوماندو القوات الاسترالية ميك دنيس عن عمر يناهز 96 عاماً. وكان دينيس قد منح ميدالية البطولة العسكرية لشجاعته في معركة القوات الاسترالية ضد القوات اليابانية في جزيرة ماشكي التي تقع على الساحل الشمالي لبابوا نيوغيني، وذلك في شهر نيسان / ابريل عام 1945. فقد لقي سبعة من الجنود الاستراليين حتفهم ووقع ثلاثة من الاستراليين اسرى واعدموهم اليابانيون ولكن دينيس تمكّن من قتل 20 جندياً يابانياً قبل ان يسبح عدة كيلومترات في مياه كانت تعجّ بسمك القرش وتمكن من الوصول الى معسكر الجيش الاسترالي ولم يصب بأي جروح.
هذا وقد سجل دينيس يومياته في كتاب «الاسلحة في ماشكي» وسوف يشيع يوم الاربعاء المقبل في 18 تشرين الثاني / نوفمبر.