{ تعود موسكو الى الشرق الاوسط ليس من واجهة الحرب البادرة، بل من الزاوية السورية التي حشر بوتين نفسه فيها وهو يعتقد انه سيضرب عدّة عصافير بحجر واحد: إزاحة النفوذ الايراني، إفهام الأميركيين بأنه ورقة صعبة، ورسالة الى اردوغان بأنه لا يحتاج اليه في الوصول الى المياه الدافئة.. وإنذار الى قطر بأن أموالها الداعشية لن تقوى على الترسانة الروسية.
لكن الخطّ الروسي العسكري باتجاه ميناء اللاذقية قابله خط سياحي روسي بإجلاء ثمانين الف سائح من شرم الشيخ والغردقة بأقصى سرعة، والثمن الاول في الفاتورة طائرتان: الاولى سقطت فوق سيناء والثانية فوق جنوب السودان.
تغيّر المشهد امام الموسكوفيين الذين تظاهروا منذ اسبوعين تأييداً لبطولات رئيسهم في سوريا الى مشهد الروس الذين يذرفون الدموع في المطارات من بطرسبيرغ الى موسكو وهم يستقبلون جثامين ضحاياهم العائدة.
الحرب السورية ليست نزهة ولو كانت كذلك لكان اوباما نفّذ طلعات طائراته من زمان فوق السماء السورية.. لكن بوتين أخذ المبادرة وكان عليه ان يحسبها جيّداً.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com