المتروبوليت
 بولس صليبا

« فطلب اليه كل جمهور كورة الجرجسيين أن يذهب عنهم،
لأنه اعتراهم خوف عظيم منه «.
هناك قصة تتداولها شعوب ذاك الوقت وتتجاوب كلياً مع ما ورد في إنجيل اليوم. عقدت لجنة الكنيسة اجتماعاً للبحث في إبقاء الكاهن في الكنيسة أم صرفه. بعد أن ابتدأ الإجتماع بدقائق سيطر النعاس على أحد الأعضاء، فنام. وبينما كان نائماً كان باقي الأعضاء يبتداولون مستقبل الكاهن. ولما أتى وقت التصويت سُئل العضو الذي فتح عينيه للتوعن كيفية تصويته؟ لم يكن يعرف موضوع البحث، لأنه كان نائماً، فابتدأ بالصراخ: « أوافق مع المتكلم الأخير، على الكاهن أن يترك الرعية في أسرع وقت ممكن «. « فطلب إليه كل جمهور كورة الجرجسيين أن يذهب عنهم لأن الخوف قد اعتراهم «. لم يفهمه شعب تلك البلدة. سيطر على عقولهم خوف لا سماوي فسألوه أن يذهب عنهم. « فدخل السفينة ورجع».
لجنة الكنيسة ليس لديها من عمل أفضل من بحث موضوع الكاهن. لا شك بأن مَثَل الكاهن هو رمزي. ما كان ينبغي أن يُطرد من رعيته، لكن رعيته تملكها روح الحسد. والحسد يسوّد كل شيء يدخله. إن الثورة ضد الكاهن لا يُمكن فهمها، مع أنها لجدّ عادية هذه الأيام. أذكر المثل حتى يعرف أعضاء الكنيسة بأنه إذا كانوا يرغبون في إبقاء أبواب كنائسهم مفتوحة عليهم أن لا يستعملوا قصص كاذبة ضد الكاهن ولا يتسرعوا بطلبهم لترك كنيسته.
هناك طرق مقبولة يمكن بواسطتها التعامل مع هذه الحالات، التي يُمكن تسميتها حالات مسيحية. رئيس الكنيسة المحلية هو السلطة التي يمكنها انو تواجه وتجد الحلول لكل المشاكل. لكننا نتكلم ههنا عن حالة أولى الخلافات بين أشخاص. الحالة في قرية جنسارات تختلف كلياً. من جهة كان واقفاً إنسان ومن الجهة الثانية كان الله. والمسيح ليس إنساناً. المسيح المتحرر من كل خطيئة لم يسمح لكلمة بذيئة من فمه. وهو نفسه من سأل: « من يتهمني بفعل خطيئة ؟» هذا المسيح من إراده الجرجسيون خارج قريتهم متعجبين من حضوره بينهم. قضى على ربحهم اللاقانوني الذي كانوا يحصلون عليه من تجارتهم بالخنازير. لم يكونوا مهتمين بالأشخاص المسكونين بالشياطين، وإذا كان ممكن شفاءهم أم لا. ما همهم هو خسارتهم المادية « اتركنا يا يسوع، لا نريدك. لقد سبّبت اليوم موت الخنازير، ستسبب غداً خسارة حقولنا ثم أولادنا وأموالنا و… ثم أخيراً يمكن (لاعازالله) أن تطلب منا أن نسير وراءك. نريد أن نبقى كما نحن». يقول الكتاب المقدس بأنه لم يجترح عجائب كثيرة هناك.
ليس كافياً أن تنظر إلى الشر وتدعو للإنتباه منه والإبتعاد عنه. إنه لمن المهم جداً أن تعترف بما هو حَسَن وتعمل على نشره. يستطيع الله أن يُخلّصك ويُغيّرك. لكن من المهم أولاً أن تريد أنت أن تَخلص أو تتغير. إذا وصف الطبيب مثلاً دواء لمعالجة مرض، ينبغي على المريض أن يتقبل ويطبق ما وصفه الطبيب وإلا عليه أن يتهيأ للسير على طريق الآخرة.
تعلّم أيها القارئ أن لا تسير وراء أفكار الجرجسيين. أغلق باب بيتك وقلبك من أجل المسيح إذا ما فُرض عليك الشر. يقرع المسيح على بابك منتظراً أن تفتحه له، حتى يجعل الأعمى يُبصر، المشلول يمشي، المصاب بمرض السل يُشفى، والمائت يقوم…(متى 12: 4- 5). ينتظر لتفتح له بابك، ليدخل إلى بيتك ويتعشى معك…»
« ها أنا واقف عند باب بيتك وأقرع، إذا أحد سمع صوتي وفتح بابه…»
إفتح بابك على مصراعيه، لا تطرده منه. آميــــــــــــــن