زهير السباعي

لا يخفى على احد فعندما بدأت الثورة السورية حققت نجاحاَ ملموساً خلال الست أشهر الاولى من عمرها من خلال عمل التنسيقيات والمظاهرات السلمية والشعارات الوطنية التي رفعتها وتبنتها مما دفع بالكثير من الجنود بالانشقاق وعلى راسهم المقدم حسين هرموش الذي تم اختطافه من انطاكيا بالتواطؤ مع عملاء للمخابرات السورية وتسليمه للنظام السوري وقد شكل المقدم هرموش النواة الاولى للجيش الحر وترأسه فيما بعد العقيد رياض الاسعد المجمد في مخيم الضباط بتركيا هذا النجاح دفع بالمجتمع الدولي بإعلان فقدان الشرعية للنظام السوري الذي قام باستعمال القوة المفرطة ضد المدنيين والمتظاهرين العزل الذين واجهو ألة القتل بصدور عارية وكان اوباما اول من اطلق هذه العبارة النظام السوري فاقد للشرعية ولا مكان له وشددت على ذلك هيلاري كلينتون في مؤتمر اعداء الشعب السوري الذي عقد في فندق هلتون باسطنبول وحضره ممثلون عن اكثر من 130 دولة فالجميع اتفقو على فقدان الشرعية وان لامكان للنظام السوري في هذا العالم ويجب عليه الرحيل حتى بان كي مون ايد ذلك واتحفنا بكلمته المشهورة قلق والتي اصبحت أيقونة الامم المتحدة وشعارها المفضل ومع طول أمد الثورة تغيرت المواقف وانقلبت رأساً على عقب فذهبت كلينتون وذهب ساركوزي وبقي النظام واليوم تعلن واشنطن وعلى لسان كيري بأنها على استعداد تام للعمل المشترك مع موسكو داخل سورية للقضاء على داعش حيث شعرت الادارة الامريكية بالخطر حيال التدخل العسكري الروسي في سورية ونصبها لشبكة صواريخ باليستية عابرة للقارات وطويلة المدى في احدى الاودية في الساحل السوري فهل هو طعم امريكي بلعته موسكو لتغرقها في المستنقع السوري كما اغرقت ايران ؟ تبرر موسكو تدخلها العسكري في سورية هو للقضاء على 3000 آلاف مقاتل التحقو بداعش من جمهوريات شمال القوقاز والذين سيشكلون تهديداَ مباشراً للأمن القومي الروسي اذا ماعادو الى اوطانهم اما الهدف الحقيقي للتدخل الروسي هو لمنع إيران من الانفراد بالكعكة السورية بمفردها ومنعها من جني ثمار الاتفاق النووي الذي وقعته مع واشنطن فإيران تعمل على حماية مصالحها وتبحث عن سوق لتصدير الغاز والنفط عن طريقه بالمقابل روسية تريد حماية مصالحها وقاعدتها العسكرية وفتح طريقاً لبيع غازها ونفطها وتصديره الى اوروبا فالنهج الاستراتيجي الامريكي والروسي والغربي جميعهم اتفقو على بقاء النظام السوري في الوقت الحالي ضاربين بعرض الحائط جميع تضحيات الشعب السوري وناسفين لمقررات مؤتمر جنيف 1 العجز السياسي الامريكي وعدم امتلاك واشنطن لإستراتيجية وخطة واضحة في سورية والناجم عن ضعف اوباما وخطوطه الحمر دفعها الى إجراء محادثات عسكرية تكتيكية مع موسكو حول تدخلها العسكري في سورية والموجود أصلاً موسكو بإستطاعتها فعل ماتشاء في سورية وما علا اوباما الا الاعراب عن قلقه البالغ -ربما ورثها عن بان كي مون – كونه يريد إنهاء ولايته الرئاسية دون الزج بالجيش الامريكي بسورية فاستغلت موسكو ذلك وبسطت سيطرتها على سورية عسكرياَ وربما شعرت موسكو بقرب سقوط النظام السوري فهبت لإنقاذه لاطالة عمره

إن عجز وتخاذل وتواطؤ المجتمع الدولي اعطى الضوء الاخضر لموسكو للتدخل عسكرياً في سورية وتقوم موسكو بخداع جنودها بالقول لهم بانكم ذاهبون الى اوكرانيا وبالحقيقة ترسلهم الى سورية وقد عبر بعض الجنود عن تخلفه بالذهاب الى سورية والقتال فيها فالحرب على داعش ستستغرق وقتاً طويلاُ مما يعني بقاء النظام السوري لفترة اطول وهذا يتطابق مع تصريح كيري البارحة حول طول أمد القضاء على داعش

التواطؤ الامريكي وخداعه للشعب السوري والمعارضة جاء على لسان فورد بأن الادارة الامريكية لن تسمح بإسقاط النظام عسكرياً وبناءً على ذلك ظلت واشنطن تمانع وعلى مدى الخمس سنوات الماضية تزويد الجيش الحر بالصواريخ المضادة للطيران وهددت الدول التي تخرق هذا المنع بعواقب وخيمة وايضاً مانعت واشنطن فكرة إنشاء مناطق آمنة وحظر جوي وما نصبها لصواريخ البتريوت وسحبها الا لذر الرماد في العيون واليوم يتبجحون بانفاقهم للمليارات من الدولارات على اللاجئين السوريين الذين هم بغنى عنها فيما لوبقوا بوطنهم سورية

أخيراً إذا لم يعمل التحالف الدولي على جبهتين بالتساوي والتوازي لتحقيق ثوابت الثورة السورية فإن مصيره الفشل الذريع ولن يكتب له النجاح ولن يثمر كون الورم السرطاني والذي يجب اقتلاعه واجتثاثه من جذوره مازال مرغوباً به

أدرنة تركيا