مركز بانكستاون لخدمة انماء الشبيبة
ينقل هموم شباب المنطقة الى خشبة المسرح
كتب بيار سمعان
– العمل المسرحي يضم ممثلين و قصصاً من مختلف الاثنيات
ويهدف الى مشاركة الجميع في التمثيل والحضور
– يتعاون الشباب بالكتابة والتمثيل والاخراج
استضافت «التلغراف» مجموعة من الشبان والشابات من مركز بانكستاون لخدمة انماء الشبيبة وشملت كل من ستيفو مانتسو ورندا السيد وآمنة المصري وكريم زريقة. وهم عيّنة صغيرة من مجموعة من الشباب في منطقة بانكستاون يتعاونون علىانتاج اعمال مسرحية مستوحاة من الواقع المعيوش.
مسرحية «الطريق» – The Way – كما يصفها ستيفو مانتسو هي مستوحاة من قصص الناس، انها نابعة من المجتمع نعيد عرضها للمجتمع بشكل فني معبر. الشباب يطرحون قصص حياتهم وخبراتهم وتجاربهم ومعاناتهم الشخصية واصولهم بمؤازرة آخرين الى اعمال مسرحية. و«الطريق» هي المسرحية الثالثة حتى اليوم ولن تكون الاخيرة.
وحول موضوع العمل المسرحي قال ستيفو نحن جزء من هذا العالم. والاحداث العالمية، خاصة ما يجري في الشرق الاوسط ساهم في فرض اجواء من العزلة على الجاليات الشرق اوسطية وزاد من حجم المعاناة لديهم، خاصة لدى الشباب المحاصر بين التقليد والحداثة والحملات الاعلامية والافكار المسبقة، وردود الفعل لديهم وطرق تفاعلهم مع احداث لا علاقة لهم بها. اردت ان احوّل هذه المعاناة الى موضوع روائي.
وعلّق كريم زريقة قائلاً: كشباب ولدوا في استراليا ونشأوا فيها نتشارك مع الآخرين في كل الامور، الصغيرة منها والكبيرة. الآن يوجد شك في نوايانا ونشعر بالقلق وعدم الثقة والمعاناة مما يجري حولنا ومعنا.
وزاد ستيفو قائلاً: ان هذه القضايا لا تطرح في وسائل الاعلام وبرامج التلفزة لذا اردنا ان يقوم المسرح بالتعبير عنها. انه برأينا افضل وسيلة لعرض هذه القضايا، خاصة ان الانتاج نابع من الشباب انفسهم من الكتابة الى طرح الافكار، ومن التمثيل الى الانتاج والديكور… قد لا تكون القصص واقعية في تفاصيلها، لكنها كذلك في الناس الذين ينتجونها ويقومون بتمثيل الادوار فيها.
واوضح ستيفو ان المسرحية تتضمن عدة روايات مستوحاة من اختبارات الشبان في مختلف الجاليات الاثنية انهم اناس عاديون يمرضون، يجوعون ، يقلقون، يحبون وينفعلون كسائر الناس . فالامور الحياتية والتجارب اليومية هي مشتركة لدى الجميع وان اختلفت معانيها وردود الفعل حيالها. هذا التنوع الاثني في الروايات والممثلين والأبعاد الثقافية ووجود حشد من الممثلين الاثنيين على خشبة المسرح هو بحد ذاته عنصر تجديد ويجلب حضور من مختلف الاثنيات والثقافات. اننا مسرح خرق الحواجز الاثنية بامتياز.
كريم زريقة، كيف تصف شخصيتك في المسرحية؟
انا امثل الشاب اللبناني المسلم الغاضب والرافض الذي يواجه التمييز العنصري والتوصيف المسبق stereotype بشكل رافض مما يضعني في خانة التطرف والارهاب.
لكن بالواقع انا مجرد انسان عادي اتفاعل بعصبية مع المضايقات الاجتماعية. وهذه تؤثر في شخصيتي وسلوكي العام وفي نظرتي للآخرين… في نهاية العمل المسرحي اتساءل حول هويتي وواقعي ومستقبلي .
من أنا ؟ ماذا افعل ومن سأكون في المستقبل؟
وحول المشاركة الشخصية والعمل كمجموعة متكاملة مع شبان من اثنيات مختلفة، قالت رندا السيد: اننا نتشارك في امور عديدة مع مختلف الجاليات. وقالت انه من السهل ان تعد عملاً مسرحياً باللغة العربية وموضوع متلازم يحضره فقط من يتحدثون العربية. فالماكدونيون يحضرون المسرح الماكدوني، والفيتناميون كذلك. اردنا في عملنا المسرحي ان نخترق الحواجز الاثنية والثقافية.. فان كانت التجارب والمعاناة هي مشتركة لدى الجميع فيبقى الانسان هو ذاته وان تبدل الخارج او الاصل او اللغة… واعتقد ان عملنا المسرحي يعكس بجدارة التنوّع الثقافي وجمهور مسرحنا هو ايضاً متنوّع في اصوله. اننا نحاول خرق الحواجز بين الناس.
وحول نوع العمل المسرحي قالت آمنه المصري ان المسرحية هي فكاهية، نقدية جدية تتخللها موسيقى وآداء اغاني.
وحول دورها في المسرحية، قالت انها تمثل الفتاة التي تسعى الى تحقيق ذاتها من خلال العمل والانتاج. فتاة تهوى الحياة دون ان تبالي بآراء الناس وموقفهم منها. اعيش حياتي دون ان اتوقف عند مشاكل الآخرين او التفت الى الوراء.
وحول موقف الاهل والجالية اشارت انه ليس سهلاً لفتاة في مقتبل العمر ان تخرج من محيط منزلها «المحافظ» الى خشبة المسرح… هذا بحد ذاته عمل فيه بعض التحدي والجرأة. لكن باعتقادي ان ما نقوم به اظهر طاقاتنا واحدث تعديلات في مواقف الآخرين.
وحول اللغة المستخدمة في العمل المسرحي قالت رندا السيد انها خليط من كل اللغات الاثنية الى جانب الانكليزية. اتذكر عندما شاهد والدي العمل المسرحي الاول اعجب للغاية بما قدمناه، من دوري وادوار الآخرين.
ولفت ستيفو ان تمويل العمل المسرحي يأتي من خلال منح يقدمها المجلس الاسترالي للفنون.
وحول المستقبل، قال كريم ان من شاهدوا اعمالنا السابقة طالبوا بانتاج المزيد . وعلم ان كريم زريقة وآمنة المصري يعدان عملاً مسرحياً حول «المحرمات الاجتماعية» وتتضمن معالجة القضايا التي يحظر الحديث عنها.
مسرحية اليوم: «الطريق» عندما تكون ضائعاً في العالم.. ربما ستساعدنا لشق طريقنا في القطاع الفني مستقبلاً.