زهير السباعي

في بداية الثورة صرح احد اكبر رموز النظام بأن عدد سكان سورية 7 ملايين نسمة عندما استلم والده الحكم في سورية وسوف نعيدها وبعد حكمهم لسورية لاكثر من خمسون عاماً الى نفس العدد السكاني مع العلم بأن العدد السكاني الحالي هو 23 مليون وفي عملية حسابية بسيطة نرى بأن 16 مليوناً يجب التخلص منهم ولتحقيق ذلك اتبع النظام السوري سياسة التهجير والتشريد والقتل والاختفاء القسري الممنهج والمدروس للسكان الأصليين وإخلاء المدن منهم خصوصا دمشق وريفها الزبداني ومدينة حمص عاصمة الثورة والتي اضحت خالية من سكانها الاصليين وتم توطين الصفويين ومرتزقتهم فيها بهدف التغيير الديمغرافي للمدينتين وقد لعبت البراميل المتفجرة والكيماوي لاوباما والصواريخ دوراً هاماً ورئيسياً على إجبار المواطنين السوريين على ترك ممتلكاتهم ومغادرة الوطن واللجوء الى دول الجوار التي لايسمح وضعها الاقتصادي بإيوائهم لضخامة العدد مما حدا باللاجئين الى طرق ابواب اوروبا الغربية فكانت نقطة التجمع والانطلاق سواحل المدن التركية المطلة على البحر الابيض باتجاه الجزر اليونانية التي اكتظت باللاجئين والتي تعتبر اكبر كارثة لجوء تشهدها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وسوف يستمر تدفق اللاجئين السوريين الى اوروبا لسنوات عديدة كونها ليست حادثاً ظرفياً بل بداية تهجير وتشريد ممنهجة وجماعية حقيقية يطبقها النظام السوري بناءً على اوامر اسياده الايرانيين الصفويين ، هناك تواطؤ دولي مع النظام السوري فعندما تعلن ميركيل بأن المانيا ستستقبل 800 الف من اللاجئين السوريين فهو اشارة للنظام السوري للاستمرار والمضي قدماً بسياسته تفريغ البلد من ساكنيها والغريب بالامر لم تبق دولة الا واعلنت عن نيتها واستعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين على اراضيها فمن أين جاءت هذه الرحمة ؟ وهل صحا الضمير العالمي فجأة وعلى وقع صورة الطفل إيلان الكردي ولم يصحو على اطفال كيماوي الغوطة ونسوا او تناسوا عن حسن او سوء نية المسبب الحقيقي والرئيسي لهذه الكوارث الانسانية والتي يندى لها جبين الانسانية ففتح الحدود واستقبال الالاف من اللاجئين ومعاملتهم كالحيوانات وفضيحة الصحفية التي كانت تركل وتضرب اللاجئين لن تحل القضية السورية واصبح الحل السياسي بعيد المنال بعد التصريحات العلنية للافروف والتي تبجح فيها بان روسيا ترسل طائرات تحمل اسلحة وعتاد للنظام السوري وان هناك جنودا روس يقاتلون في سورية وقد ازداد هذا الدعم في الفترة الاخيرة نظراً لتقدم المعارضة السورية في عدة مدن وقد عبر اوباما عن قلقه الشديد تجاه التدخل العسكري الروسي في سورية مذكرنا بقلق بان كي مون وعلى مدى الخمس سنوات فإخفاق المجتمع الدولي والقوى العالمية والاقليمية في التغلب على خلافاتهم بشأن تداول السلطة والمرحلة الانتقالية اغلق الباب امام الحل السياسي وفتح الباب على مصرعيه للحل العسكري واليوم تلقى الشعب السوري ضربة بالظهر على يد سيسي مصر الغير شرعي باعلانه بتقديم الدعم العسكري للنظام السوري جاء ذلك اثناء استقباله لعلي مملوك واتفق الجانبان على انهما يواجهان عدواً مشتركاً واحداً
إفراغ سورية من سكانها الاصليين وتوطين الايرانيين الصفويين مكانهم لن ينجح وكان الاولى خروج النظام السوري ورموزه من سورية لحقن الدماء والحفاظ على ماتبقى من سورية
أخيراَ إذا قررت السعودية وقطر والاردن وتركيا تزويد المعارضة السورية المعتدلة بالاسلحة الثقيلة والعتاد وخصوصاً الصواريخ المضادة للطيران فإن واشنطن لن تمانع ذلك وليس هناك حاجة لأخذ رأيها في ذلك كونها ترى التدخل العسكري الصارخ في سورية وتغمض عينها عنه
زهير السباعي
إزمير تركيا