بعدما شاركت في بطولة مسلسلَيْ «درب الياسمين» و»ذهاب وعودة»، وخاضت تجربتها الكتابية الأولى ضمن مسلسل «شريعة الغاب» المؤجَّل عرضه، تستعدّ النجمة اللبنانية ألين لحّود حاليّاً لكتابة مسلسل جديد تكشف عن تفاصيله في حديث خاص، تردّ فيه على الشائعات التي طالتها أخيراً، مُفصِحةً عن سلسلة من المشاريع الفنّية الجديدة.
مغنيّة، ممثّلة وأخيراً كاتبة. لا تهمّ كثيراً الصفة التي تقترن باسم النجمة اللبنانية ألين لحّود، فهي في كلّ الحالات لا تشبه سوى نفسها: حقيقية، شفّافة ومفعَمة بالديناميكية. هي طاقة لا تهدأ وابتسامةٌ دائمة.
من مهرجان إلى آخر وورشة تصوير إلى أخرى، من حدث فنّي إلى مناسبة خيرية فحلقة تلفزيونية أو مقابلة إذاعية، تتنقّل بلا كلل، لتغنّي هنا وتضيف ابتسامةً هناك، لتسجّل موقفاً أو تعير صوتها لقضية «صامتة» وتركض تركض لتسابق الأيام، وتطارد أحلاماً لا ترضاها أسيرة المنام.
تكريم ولو تأخّر
سليلة العائلة الفنّية العريقة التي شاركت أخيراً في تكريم والدتها الفنانة الراحلة سلوى القطريب في حفل حاشد نظّمته بلدية الحازمية، تُعرب في حديثها عن سعادتها بهذه اللفتة الجميلة.
وعمّا إذا كان تكريم نجمة بحجم القطريب قد تأخّر، تقول: «كنتُ أتمنّى أن تكرَّم في حياتها وليس بعد مماتها، وهي سكنت في الحازمية لأكثر من 30 عاماً فبيت أهلها كان هناك وبيتها الزوجي كذلك… ولكنها من الفنانين الذين عرفوا النجاح الكبير خلال مسيرتهم وتُعتبَر من عمالقة الفن وما زالت أغنياتها رائجة حتى اليوم وفنانون كثر يرغبون بتجديدها».
أنا الأحقّ
عن هذه النقطة بالذات نسأل ألين عن مدى رضاها عن أغنيات القطريب المجدّدة ومنها بأصوات إليسا وكارول سماحة، لا سيّما أنّ جزءاً من الجمهور أبدى امتعاضه من النسخات الجديدة، فتقول: «هناك تضارب في الآراء فنحن شعب عاطفي والناس ربما يميلون إلى أن أجدّد بنفسي هذه الأغنيات فأنا ابنتها وموجودة على الساحة. ولكن هذه ليست قاعدةً عامةً فهي فنانة ملك الناس وقد كانت لفتة جميلة جداً ممَّن قاموا بهذه الخطوة، فكلّ واحدة أعطت من إحساسها وطاقتها الخاصة».
وتعترف: «اليوم بتّ أشعر أنّ لي الأحقّية لأنني من فترة ليست ببعيدة طلبت من عمّي روميو لحّود أن لا يمنح بعد الآن تنازلاً أو حقاً حصرياً لأيٍّ من أغنيات الوالدة وليس السبب أنّ تجديدها من الفنانات أزعجني بل على العكس تماماً فأنا أقدّر كثيراً ما قمنَ به ولكنّني اليوم أحمل مشروعاً لهذه الأغنيات ولا سيّما أنني أملك أرشيفاً كبيراً وأغنياتٍ ليست معروفة كثيراً، ولا أريد لها أن تُستَهلَك».
لم تعجبني النسخات الجديدة
وتعترف: «في السابق كنتُ مستمعة وأعطي رأيي ولكن منذ بضعة أيام، إتّصل بي أحد الأشخاص طالباً حقوق أغنية لإحدى الفنّانات فسمحتُ لنفسي بأن أقول له إنّ هذه الأغنيات لم تعد مُتاحة، وذلك لأنني سبق وناقشتُ الأمرَ مع عمّي صاحب حقوق هذه الأغنيات.
صراحةً، لم تعجبني أيٌّ من النسخ التي قُدِّمَت لهذه الأغنيات، وليس انتقاصاً من أصوات الفنانين أو حضورهم، لانني مثلاً أحبّ كارول كثيراً ولكن ما أتوقّف عنده هو القالب الموسيقي نفسه. لم أشعر أنّ التوزيع الجديد أنساني النسخة القديمة أو استطاع أن يضيف إليها شيئاً وذلك مع كامل احترامي لكلّ ما تمّ تقديمه في هذا الإطار».
ورقة نعوة لها وليس لي
وألين التي فقدت أخيراً عمّتها الصحافية الفرنكوفونية القديرة ألين روفايل لحّود، تعرّضت لشائعة بغيضة حيث اختلط الأمر على بعض المواقع الصحافية فظنّها هي المتوفاة. في هذا الخصوص تقول: «قبل وفاتها كنّا نعلم أنّ وضعها دقيق.
وقد تحدّثتُ مع والدي في هذا الشأن وقلتُ له إننا يجب أن نستبق الأمور بسبب تشابه الأسماء مهما كان وضعنا النفسي صعباً في هذا الظرف. ولكن مع الأسف اكتشفتُ أنّ الناس لا يقرأون كذلك مَن يدّعون انهم يجيدون الكلام بالفرنسية والإنكليزية ولغاتٍ أخرى. تفاجأتُ بالكمّ الهائل من الجهل الذي رأيته.
هي مجرّد ورقة نعوة لم يتكبّدوا عناءَ قراءتها. الكلّ يعلم أنّ والدي اسمه ناهي لا روفايل ومن الصعب بهذه السنّ أن أكون شقيقة روميو لحّود أليس كذلك؟! والأكثر من ذلك، كانوا يضعون اسمها وتاريخ ميلادها ويُرفقون الخبر مع صورة لي». وتتابع: «البعضُ انتقدني واعتبر انني أبحث عن شهرة وأنّ الموضوع مقصود. «يعني عن جدّ كنت ناطرة عمتي لتموت حتى انشهر»!
لا يمكن إتّهامي بالعمالة
ألين التي أطلّت خلال شهر رمضان بعملَين دراميَين بارزَين من خلال «درب الياسمين» و»ذهاب وعودة»، تؤكّد: «كنتُ راضية تماماً عن الأدوار التي أدّيتها وإلّا لما كنت قبلت بها. رفضت أدواراً كثيرة، سواءٌ في مسلسلات أو أفلام أو مسرحيات، والناس لا يعلمون بذلك لأنني لست ممّن يصرّحون عن هذه الأمور في الإعلام وأتركها بيني وبين المنتج».
وعن أدائها دور عميلة متزوّجة من مقاوِم في «درب الياسمين» تقول: «كان الدورُ مركّباً وصعباً جداً واستمتعتُ بأداء هذه الشخصية المختلفة ولكنّ البعض كرهني وبتّ أتلقّى رسائل على «تويتر» من نوع «رجاءً قولي إنك ستتوبين في النهاية» أو «لا يمكن أن تكوني شرّيرة إلى هذه الدرجة». البعض لا يفصل بين التمثيل والحقيقة».
وعن خطورة هذا الموضوع لا سيّما أنّ الدور هنا دور عميلة، تجيب ضاحكةً: «لا يمكن اتهامي بالعمالة تحديداً فلي مواقف وطنية ثابتة ومعروفة جيّداً من الجميع».
وتُعرب عن سعادتها الكبيرة بالتعامل مع النجم أحمد السقا في «ذهاب وعودة»، مؤكّدةً: «هو إنسانٌ رائع وممثلٌ يضجّ بالطاقة الإيجابية. لا يمكنني أن أصف إلى أيّ مدى هو شغوف وحسّاس وحريص على مشاعر الآخرين لقد صدمني إيجاباً بمدى قربه من كلّ الناس وكثرة اهتمامه بكلّ مَن حوله ناهيك عن أنه ممثل ذو إحساس رائع».
أغنية مع مروان خوري
وعمّا إذا كانت تعتبر أنّ الدراما العربية المشترَكة التي تتيح هذا النوع من فرص التعاون بين ممثلين من مختلف الجنسيات هي مجرّد موضة ستزول، تقول: «لا أعتقد. الدراما المشترَكة يمكن أن تكمل شرط أن تبقى منطقية فلا يمكن أن تكون الأم مصرية والأب سورياً والابنة لبنانية وأخوها خليجياً. يجب إيجاد سياق منطقي للأمور ولا يمكن دائماً الاتجاه نحو الحالات الخاصّة والنادرة».
ألين التي تستعدّ لإطلاق أغنية جديدة من كلمات روميو لحّود وألحانه الشهرَ المقبل، تفصح عن مشروع تعاون جديد يجمعها بالفنان الشامل مروان خوري مفصحةً: «نحن على اتصال دائم وهو يحضّر لي أغنية. أعلم أنّ مروان يحب صوتي تماماً كما أنا بدوري أعشق موسيقاه. أسمعني أغنية أعجبتني كثيراً وأنتظر لأسمع المزيد على أمل أن يتبلور التعاون قريباً».
قصّة حبّ وحالة مرضية
أمّا دراميّاً، فتفصح عن كتابتها مسلسلاً جديداً بعدما خاضت تجربة الكتابة سابقاً في مسلسل «شريعة الغاب» الذي ما زال عرضه مؤجَلاً. في خصوصه تقول: «بتُّ أتحاشى الكلام على هذا المسلسل إذ لم يعد لديّ ما أقوله. علينا أن نسال شركة الانتاج «العظيمة» Arrows Production ماذا تنوي أن تفعلَ بالمسلسل وعن سبب التأجيل المتمادي».
أما عن مسلسلها الجديد فتفصح أنّها كتبت 6 حلقات منه، كاشفةً: «كسرتُ القاعدة هذه المرّة وبعدما تناولتُ موضوع الخطف في «شريعة الغاب» أعالج هذه المرّة قصة حبّ وألقي الضوء على حالة مرضية معينّة أرى أنه من الضروري أن يعرف الناس عنها أكثر وقد اجتمعتُ مع أطباء أصدقاء وسألتقي أشخاصاً يعانون من هذه الحالة لتقديمها بصورة واقعية. وأفكّر في إمكانية أن يكون المسلسل عربياً فوجود أشخاص من جنسيات مختلفة مبرَّر جداً ضمن سياق القصة التي ستدور حول قصة عشق كبيرة…».
لا مستحيل
وعمّا إذا كانت تنوي أن تحجزَ لها مكاناً بين كتّاب الدراما تقول: «لا أعير هذه الأمور أهمية. عندما أغنّي يسألونني أنت الأولى أو الثانية أو العاشرة ولا يهمني. ما يعنيني هو أن أكون مقتنعة بما أقوم به وأن أتمكّن من إيصاله إلى الناس بالطريقة التي أفضّلها. وعندما أكتب فهذا ضمن إختصاصي الجامعي فقد درستُ الإخراج وأصولَ كتابة السيناريو ولا أتعدّى عل مجالِ أحد أو أسعى لوضع اسمي ضمن خانة معيّنة.
لا تهمّ الصفة التي تقترن باسمي طالما أنها في إطار إيجابي وتقدّم ما يلقى إعجابَ الناس ويحترم ذائقتهم»، معتبرةً أنّ «في هذه المرحلة من حياتي المهنية أشعر أنّ كلّ الأحلام ممكنة طالما أستطيع أن أتخيّلها. ما مِن مستحيل لأننا نستطيع أن نحقّقَ كلَّ ما نصمّم عليه».