2000 دولار للعين أو للكلية ومومسات ينجبن أولاداً للبيع بعد بيع الكلى والأطفال…
محمد المنحجي
لندن: منذ سنوات عديدة أصبح بيع الكلى ظاهرة طبيعية وإحدى طرق كسب المال للمعيشة في إيران، وخلال الفترة الماضية نشرت الصحف الرسمية الإيرانية تقارير صادمة عن عرض العوائل الفقيرة أطفالها للبيع من أجل «البقاء على قيد الحياة» وإنجاب الأطفال من قبل المومسات لبيعهم على الوسيط بأسعار أقل من 150 دولاراً.
وتظهر التقارير الصحافية الإيرانية أن المسوقين المحترفين في سوق تجارة الأعضاء البشرية يستخدمون أنواع الأساليب الحديثة لعلم الإعلانات من أجل نشر أفضل دعايات والحصول على الزبائن. وتسليط الضوء على عرض بعض الإيرانيين أعينهم للبيع، أثار ضجة إعلامية في بعض المواقع الخبرية وشبكات التواصل الاجتماعي من جديد.
وأفادت وكالة آنا للأنباء الإيرانية عن مجلة «شهر آرا محلة» الأسبوعية التي تنشر في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، أنه خلال الفترة الأخيرة ظهرت إعلانات من بعض الموطنين تعرب عن رغبتهم لبيع قرنية أعينهم من أجل الحصول على المال، فضلاً عن الإعلانات التي تخص بيع الكلى والأطفال.
والغريب في التقرير هو الحركة النشطة التجارية في سوق بيع الأعضاء البشرية، حيث يتم نشر العديد من الإعلانات التجارية واستخدام أحدث أساليب الدعاية التجارية للحصول على زبائن أكثر من قبل المسوقين المحترفين.
ويعبر التقرير عن الصدمة الكبيرة إزاء ظهور بعض إعلانات جديدة عن استعداد بعض الأشخاص لبيع قرنية أعينهم، وشرح كيفية تواصلها مع أحد هؤلاء تحت غطاء الزبون، وهو شاب في الـ34 من عمره.
وأضاف أن الشاب طلب 2000 دولار مقابل عرض إحدى عينيه للبيع، وكشف البائع أنه باع إحدى كليتيه قبل 6 أشهر مقابل 2000 دولار.
ورداً على سؤال حول سبب عرض عينه للبيع، قال بحالة من اليأس، «هل تعرف ما هو معنى الفقر؟ هل وصلت بك الحالة، حيث لا تتمكن من توفير الطعام لعائلتك من أجل البقاء على قيد الحياة فقط؟ لدي 3 أطفال، ويجب علي أن أوفر لهم الطعام».
ويعتبر التبرع بالكلى لاكتساب الفائدة الاقتصادية عملاً قانونياً في إيران وتنظم الحكومة تنفيذه، حيث يسمح القانون بذلك مقابل دفع هدية للمتبرع بالكلية.
الآلاف من الناس على استعداد أن يتبرعوا بكلاهم مقابل تحسين وضعهم الاقتصادي، ويُعرف هذا الأسلوب لحل مشكلة الفقر لدى الأوساط الشعبية الإيرانية بـ «المدل الإيراني». وحسب الإحصائيات الرسمية الموجودة خلال السنوات القليلة الماضية، تم توفير ما يقارب من 75 % من الكلى اللازمة لعملية زرع الكلية في إيران من أشخاص على قيد الحياة، وتتراوح أعمار 50 % من عارضي كلاهم للبيع بين 25 إلى 26 سنة.
وكشف رئيس جمعية حماية مرضى الكلى الإيرانية أن معظم مرضى الكلى يأتون من دول الخليج العربي وأذربيجان وأفغانستان والعراق والهند إلى إيران لإجراء عملية زرع الكلية. وتقول السلطات الإيرانية إن التبرع بالأعضاء البشرية يتم تحت أنظار «جمعية حماية مرضى الكلى» التي تنظم وتضبط هذه العملية وتسهلها بين المتبرع والمتلقي، وتتجاهل الحكومة الإيرانية الإعلانات المتضمنة لأسماء وأرقام الهواتف الخاصة بالذين يريدون التبرع بكلاهم على جدران الشوارع.
وكان لتقرير صحيفة شهروند (المواطن) التابعة لمنظمة الهلال الأحمر الرسمية الإيرانية تحت عنوان «بيع حياة الأطفال الذين ولدوا في مكان سيء، بثمن بخس»، تداعيات كبيرة في المواقع الإيرانية وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وكتبت الصحيفة أن بعض العوائل تضطر لبيع أطفالها بأسعار قليلة جداً تتراوح بين 120 إلى 300 دولاراً بسبب الفقر الشديد أو المخدرات.
وأضافت الصحيفة أن بعض المومسات والنساء المدمنات ينجبن أطفالا لبيعهم بهدف الحصول على مبالغ قليلة جداً بين 120 إلى 150 دولاراً، رغم أنهن يعانين من الإرهاق والضعف الجسمي الحاد بسبب تعاطي المخدرات.
وأكد التقرير، «أصبح بيع الأطفال بين النساء الفقيرات في مدينة ساري، مركز محافظة مازندران شمالي إيران، ظاهرة خطيرة جداً. الإصابة بمرض الإيدز بين النساء المدمنات الحوامل في تزايد مستمر. وتراجع أكثر من 350 امرأة مدمنة أو مومس مراكز الإرشاد التابعة لمنظمة الرعاية الاجتماعية والاقتصادية الإيرانية».
ويحاول الوسطاء في سوق بيع الأطفال في إيران حث بعض المومسات على إنجاب الأطفال، ويتفقون معهن على السعر مسبقاً الذي يتراوح بين 120 إلى 300 دولار، لكنهم يحصلون على مبالغ ضخمة من هذه التجارة، وكشف أحد هؤلاء الوسطاء لصحيفة شهروند أنه يجني أرباح تتراوح بين 2100 إلى 2400 دولاراً لكل طفل يتم بيعه.
وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي حول هكذا مواضيع في إيران، وبما يتعلق بموضوع كشف المجموعات العاملة في مجال الإتجار بالأطفال، أعلن موقع فارس نيوز في عام 2007 عن كشف شبكة كبيرة لبيع الأطفال حديثي الولادة، التي كانت تعمل في إحدى مستشفيات مدينة أصفهان لفترة 7 أعوام، واعترف أعضاؤها ببيع 145 طفل.