ما بين عبارات العماد ميشال عون ومقدمة محطته التلفزيونية «أو تي في» مساء امس الاول، يتكشف رهان «التيار الوطني الحر» على الدور الايراني في المرحلة المقبلة، لكن وزير خارجية الجمهورية الاسلامية محمد جواد ظريف الذي بدأ جولة تقوده من بيروت الى دمشق فموسكو لم يعزف على الوتر نفسه، بل سجل دعما للحكومة، مثمناً دور رئيسها تمّام سلام «الذي أدى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في هذا البلد».

وقال ظريف: «نحن نثمّن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الامن ومكافحة التطرف والارهاب ولخلق وايجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين. ونقول ليس اليوم للمنافسة والتنافس في لبنان، وإن كان لا بد من التنافس فلا بد أن يكون التنافس لإعمار لبنان».

وعلم ان ظريف سجل في السرايا اعجابه بالوضع الامني المستقر في لبنان، وقارن بالاجراءات المشددة التي كانت تحاط بها زياراته السابقة. وأكد تشجيع ايران الحوارات القائمة «بهدف الوصول الى اتفاق على رئاسة الجمهورية»، واشار الى ان هذا الموضوع «يعالج من قبل الشعب اللبناني وينبغي على الحكومات الأجنبية ألا تعرقل ما يريده الشعب اللبناني». واضاف ظريف في اللقاء أن «أصدقاء لبنان مستعدون للمساعدة ولن يتأخروا».

ويلتقي ظريف اليوم الرئيس نبيه بري وسيكون الطبق الرئاسي على مائدتهما، استنادا الى مصادر متابعة، بعدما عرض الظروف التي تحكمه وتؤخره في لقاء ليلي مع الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله. ويختتم زيارته بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل ظهرا في قصر بسترس.

موفد أميركي

وفي خط مواز، علم  أن موضوع زيارة موفد أميركي للبنان قيد البحث منذ نحو عشرة أيام ولم يبت به بسبب فقدان المعطيات المطلوبة عن الاستحقاق الرئاسي. لكن المعلومات تفيد أن الزيارة انتظرت زيارة وزير الخارجية الايراني لبيروت. واعتبرت مصادر مواكبة لمحادثات الوزير الايراني أن معيار نجاح زيارته سيكون مدى تسهيل إيران عملية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية باعتبار أن طهران طرف في تعطيل إنجاز هذا الاستحقاق من خلال حلفائها في لبنان.

عون والرهان والتحرك

من جهة ثانية، بدا واضحا رهان «التيار» على تسوية ما تقودها ايران، كما على الدعم الذي يلقاه من «حزب الله»، ويتوقع عونيون ان يتضمن خطاب السيد نصرالله الجمعة المقبل اشادة بعون ودعما له في رسائل متعددة الاتجاه لمن يعنيهم الامر. وامس الاول قال العماد عون إنهم «ينتظرون ليربحوا الحرب حتي يتخلصوا منا. لن يربحوا الحرب ومن ربحها معروفون ونحن في الخط الرابح في المنطقة». ولاحظت محطة «او تي في» في مقدمة نشرتها ان «مواعيد تزدحم، ولقاءات، ولقاءات تتزاحم، وتصريحات تتقاطع وتتباين لتوحي ان تسوية ما تحاك بين عواصم القرار لتفصل على قياس منطقتنا».

وكان عون دعا الى التظاهر اليوم عشية جلسة مجلس الوزراء غداً. وسيبدأ التحرك عصراً بمواكب سيّارة في كل المناطق في أجواء تواكب التحضير لجلسة مجلس الوزراء، على أن تتحول تظاهرة كبرى، من الممكن أن تكون في أي مكان، اذا كانت أجواء الجلسة سلبية، على أن يحدد العماد عون زمانها ومكانها. وتوقعت مصادر متابعة ان تتوجه مجموعة من المتظاهرين للاعتصام ليلاً في محيط السرايا، ومحاولة منع الوزراء من عقد جلستهم الخميس.

وصرّح عون في مؤتمر صحافي عقب اجتماع تكتله الأسبوعي: «أطالب اللبنانيين بالنزول إلى الشارع، فنحن نحلم بوطن فيه قانون، فيه دستور وشعب، لا نفايات وسرقة وفساد، فجميعكم مدعوون إلى التظاهر». وأضاف: «إذا كانت فكرة وضع الجيش اللبناني في وجهنا لا تزال واردة لديكم فالتحذير ما زال ساريا».

مجلس الوزراء

وبعد جلسة شكلية لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم تكرس الشغور القائم، توقعت مصادر وزارية أن تكون جلسة مجلس الوزراء اليوم الخميس حاسمة في تحديد اتجاهات العمل الحكومي غداة التحرك العوني اليوم. وسيطالب عدد من الوزراء بالعودة الى جدول الاعمال، فإذا كانت هناك مطالبة من وزراء «التيار الوطني الحر» ببت موضوع آلية العمل الحكومي فسيكون الرد بمناقشة الامر وحسمه فوراً . وقالت إن ملف النفايات المتفاقم بات يمثل جريمة في حق الصحة العامة ولا يحتمل التأجيل. وأضافت أن هناك إشارتين لافتتين لمصلحة الحكومة: الاولى جاءت على لسان وزير خارجية إيران، والثانية عبر معلومات تفيد أن «حزب الله» أبلغ العماد عون ضرورة الحفاظ على الاستقرار في أي تحرّك مرتقب وإن الحزب «لديه معارك أخرى» ويجب مراعاة ظروفه حيالها.

وصرّح وزير العمل سجعان قزي بأنه سيسأل زملاءه في «التيار الوطني الحر» اليوم «هل هم في الشارع أم في مجلس الوزراء لكي تجري معهم معالجة الامور المطروحة؟».