وأنقرة: العمليات العسكرية لا تستهدف أكراد سوريا
قصفت الدبابات_التركية قرية تسيطر عليها القوات_الكردية في شمال سوريا ما اوقع اربعة جرحى على الاقل في صفوف المقاتلين، حسبما اعلن المقاتلون الاكراد والمرصد السوري لحقوق الانسان، في حين اعلن مسؤول في الحكومة التركية ان العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في سوريا والعراق لا تستهدف اكراد سوريا.
وياتي القصف بعد ان استهدفت تركيا في الايام الاخيرة مواقع لجهاديي تنظيم الدولة_الاسلامية في سوريا ولحزب العمال_الكردستاني الذي تصنفه منظمة ارهابية في شمال العراق.
واعلنت وحدات_حماية_الشعب_الكردية في بيان ان دبابات تركية قصفت مواقع للوحدات ولفصائل عربية تقاتل الى جانبها في قرية زور مغار بمحافظة حلب على الحدود التركية وشرق قرية جرابلس الخاضعة لسيطرة التنظيم الجهادي.
وتابع البيان ان «القصف العنيف بالدبابات» ادى الى اصابة اربعة مقاتلين عرب وعدد من سكان القرية بجروح.
واشار الى جولة ثانية من القصف على زور مغار وقرية اخرى في المنطقة نفسها.
واضاف البيان «بدلا من استهداف المواقع التي احتلها ارهابيو تنظيم الدولة الاسلامية، تعرضت القوات التركية لمواقعنا الدفاعية».
وتابع «ندعو المسؤولين الاتراك الى وضع حد للعدوان والالتزام بالقوانين الدولية. كما نطالب الجيش التركي بالتوقف عن اطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم».
كما اشار ناشطون و المرصد_السوري لحقوق الانسان الى اطلاق النار.
واوضح المرصد ان «عدة قذائف اطلقتها دبابة تركية سقطت على قرية زور مغار التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية بريف عين العرب (كوباني بالكردية)» في محافظة حلب على الحدود التركية.
واشار الى «معلومات عن اصابة اربعة مقاتلين بجروح».
وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الحادث هو الاخطر على ما يبدو الذي تستهدف فيه قوات تركية مناطق خاضعة لسيطرة القوات الكردية في سوريا.
واشار ناشطون الى حصول تبادل لاطلاق النار عبر الحدود في السابق، الا ان الحادث يثير القلق بشكل خاص بسبب الوضع الحالي. ففي الايام الاخيرة، استهدفت تركيا مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا واعتقلت مؤيدين له في الداخل، لكنها استهدفت ايضا مواقع لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه «منظمة ارهابية»، في شمال العراق.
وقال الناشط السوري الكردي مصطفى عبدي «القصف يأتي بعد اعلان تركيا الحرب على داعش (احدى تسميات تنظيم الدولة الاسلامية) وعلى حزب العمال الكردستاني».
واضاف عبدي «الان وحدات حماية الشعب الكردية تتعرض للهجوم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية وتركيا».
من جهته، اعلن مسؤول في الحكومة_التركية ان العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في سوريا والعراق لا تستهدف اكراد سوريا، وقال المسؤول ان «العمليات العسكرية الجارية تهدف الى القضاء على المخاطر الموجهة ضد الامن القومي التركي وهي تواصل استهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وحزب العمال الكردستاني في العراق» مؤكدا ان «وحدات حماية الشعب (اكبر الاحزاب الكردية في سوريا) وسواها ليست ضمن اهداف عملياتنا العسكرية»
وأشار مسؤول آخر الى أن أنقرة تتحرى أنباء بان جيشها قصف مواقع في سوريا لا تنتمي لتنظيم الدولة الاسلامية، وذكر المسؤول «العملية العسكرية الحالية تستهدف تحييد التهديدات الوشيكة للأمن القومي التركي ومستمرة في استهداف الدولة الاسلامية في سوريا وحزب العمال الكردستاني في العراق. حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السياسي لقوات حماية الشعب الكردية في سوريا) وآخرون ما زالوا خارج نطاق الجهد العسكري الحالي».
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام محلية تركية إن الشرطة اعتقلت العشرات ممن يشتبه بأنهم ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية أو الجماعات المسلحة الكردية في مداهمات في ساعات الصباح الاولى اليوم.
وقالت محطة سي إن إن الناطقة باللغة التركية إن اكثر من 800 شخص يشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية اعتقلوا في الأسبوع الماضي في حملة محلية تزامنت مع الغارات الجوية في العراق و سوريا.
أوغلو: العمليات العسكرية التركية في سوريا والعراق يمكن ان «تغير التوازن»
واعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في مؤتمر صحافي ان العمليات العسكرية التركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ومتمردي حزب العمال الكردستاني يمكن ان تؤدي الى»تغيير التوازن» قي سوريا والعراق.
وصرح داود اوغلو ان «وجود تركيا قادرة على استخدام القوة بشكل فعال يمكن ان يؤدي الى تغيير التوازن في سوريا والعراق وكل المنطقة. يجب ان يكون العالم مدركا لذلك».
وتابع داود اوغلو في مؤتمر صحافي حضره محررون ورؤساء تحرير وسائل اعلام تركية ان بلاده لن ترسل قوات برية الى سوريا.
وصرح «لن نرسل قوات برية» الى الاراضي السورية، لكن «لا نريد ان نرى داعش (احدى تسميات تنظيم الدولة الاسلامية) بالقرب من الحدود التركية».
وبرر داود اوغلو العملية العسكرية ضد الجهاديين بالهجوم الانتحاري في سوروتش (جنوب) قبل اسبوع والذي نسبته السلطات التركية الى التنظيم الجهادي ومقتل جندي تركي باطلاق نار من قبل جهاديين الخميس.
وتابع «نريد التاكد من ان التنظيم يدفع ثمنا غاليا لمقتل 32 شخصا حتى لا يعيد الكرة ابدا. وادى مقتل الجندي الى تسريع ردنا».
الا ان داود اوغلو رفض اعطاء تفاصيل حول الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة انجرليك (جنوب تركيا) لشن غاراتها ضد الجهاديين في سوريا والعراق.
ومضى يقول ان الضغوط التي تمارسها تركيا لفرض «منطقة حظر جوي» في شمال سوريا « اخذت في الاعتبار «الى حد ما».
واضاف «اذا لم نرسل قوات برية وهو ما لن نقوم به، فان علينا حماية بعض العناصر (من المعارضة السورية المعتدلة) الذين يتعاونون معنا على الارض».
واوضح ان العمليات ضد حزب العمال الكردستاني تهدف الى «اعادة فرض النظام» في تركيا.