ينكب باحثون في جامعة كوينزلاند على اجراء عملية بحث عالمية لاكتشاف مضادات حيوية جديدة في ما يصفونه سباق مع الزمن لمكافحة الجراثيم المقاومة للعقاقير، والتي تغزو مستشفيات فيكتوريا وتهدد المجتمع، وتسبّب التهابات تؤدي الى الوفاة.
الباحث الرئيسي البروفسور مات كوبر من جامعة كوينزلاند، معهد العلوم البيولوجية قال: «انها مهمة لانقاذ الارواح. ونحن ندرك ان الجراثيم قادمة وبدأت تتضاعف وهي تؤثر للغاية على الناس في العالم اجمع، وحان الوقت لمقاومتها والقضاء عليها.
وتابع قائلاً: علينا ان نعمل معاً كمجموعة وان نجد مضادات حيوية فعالة، كما يجب ان نجد تقنيات لتشخيص هذه الجراثيم بشكل جدي.
ولفت البروفسور كوبر ان العلماء حول العالم يكتشفون الملايين من المركبات سنوياً، والكثير منها يوضع على الرفوف. وقال ان الكثير من هذه المركبات ايضاً لم تصمم كمضادات حيوية ولم يجر اختبارها كمضادات حيوية محتملة.
ودعا البروفسور كوبر الباحثين في العالم الى ارسال اكتشافاتهم من المكونات الى المجلس الطبي العالمي لاجراء اختبارات عليها وتحديد قدرتها على مكافحة هذه الجرثومة الجديدة.
وقال انه بدأ مع فريق عمل مشارك باجراء اختبارات وتعهد ان تنشر النتائج وتعمم على جميع الباحثين في العالم في حال تمكن الفريق من احداث خروقات عملية في مكافحة الجراثيم.
وتجدر الاشارة الى ان المضادات الحيوية المتوفرة في الاسواق كان لها الفضل الاول في عالم الطب الحديث، وجرى استخدامها بشكل واسع حتى اصبحت غير فعالة، اذ ان بعض الجراثيم اكتسبت مع مرور الزمن مناعة وقدرة على مقاومتها، وهذا ما تسبب بولادة جراثيم منيعة لا تقهر.
ولفت البروفسور كوبر ان هذه الجراثيم المنيعة تصبح خطيرة وقاتلة في حال انتشرت في جسم الانسان.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية هذا النوع من الجراثيم بشكل اكبر تهديداً للصحة العامة في العالم. لذا يأمل ان يتمكن الباحثون في مختلف ارجاء العالم من العمل معاً على امل تحقيق فوائد علمية تنقذ الحياة حول الكرة الارضية.
واعلن كوبر انه، حسب الارقام الواردة من مكتب الاحصاء، فان 170 شخصاً يموتون اسبوعياً في استراليا بسبب الجراثيم ويكلف النظام الصحي نحو 1،3 مليار دولار سنوياً.
وقال انه في حال لم يتمكن الباحثون من اكتشاف المضادات الملائمة لمكافحة الجراثيم المنيعة، فان العالم سيعود خلال 10 و20 سنة الى مرحلة ما قبل المضادات الحيوية حيث كان شخص واحد من كل ثلاثة استراليين يموت بسبب الالتهابات قبل سن 30 سنة.