رغم الحملة الاعلامية على زعيم المعارضة الفيدرالية بيل شورتن فأن  ان استطلاعات الرأي تشير الى تقدم حزب العمال على حكومة الإئتلاف. وتقوم بعض وسائل الاعلام بحملات مضادة لشورتن في الفترة التي كان يشغل فيها منصب السكرتير العام لاتحاد نقابات العمال الوطني وتتهمه بالإساءة الى قواعد النقابة وهو يمثل الجناح اليمني في حزب العمال. وفي اجواء الاحداث المتسارعة التي تشهدها الساحتان الاسترالية والعالمية يجد شورتن نفسه ملزماً على دعم مواقف الحكومة الفيدرالية مستفيداً من موقعه كزعيم للمعارضة لادراج بعض التعديلات التي يراها ملائمة للمصلحة العامة والامن القومي. لذا يتفق شورتن مع الحكومة فيما يتعلق بسياسة الامن القومي ومكافحة الارهاب والقضايا التي تهم المصلحة الوطنية كما يراها الحزب.
ولا شك ان هذه الاجواء تدفع المواطنين او الاغلبية الساحقة منهم لتأييد حكومة آبوت التي تعالج من منطلقات ثابتة قضايا هامة تطال السلامة العامة مثل قضايا الارهاب وتدفق طالبي اللجوء واستحداث قوانين تدعم وتشرع هذه السياسة.
هذا الواقع الدقيق والمشحون يرغم بيل شورتن ان يسير بخطوات بطيئة وحذرة. فالاحزاب الكبرى، مهما اختلفت في التفاصيل تتفق على الجوهر بالنسبة للمصلحةالعامة. وهذا ما يفسر التقلب في مواقف المواطنين ومدى تأييدهم لزعيم المعارضة او نزع هذا التأييد  لأن آراءهم تتأثر بالاحداث العامة كما تتأثر مواقف رجالات السياسة والاحزاب المختلفة.
وباعتقادي ان بيل شورتن يحسن قيادة الحزب في هذه الظروف الشائكة كما انه لا يبالغ في المعارضة لكسب الشعبية. فالقناعات والمصلحة الوطنية ومواقف الناس تفرض عليه ان يدعم الحكومة احياناً دون ان يفقد دعم القاعدة الشعبية العمالية، او يعارضها (اي الحكومة)  دون ان يخسر رضى الناخبين.
يؤخذ عليه انه طرح موضوع زواج المثليين، لكنه يُمتدح على عدم الزام حزبه بهذا الطرح او دعمهم له كحزب  ربما اراد بيل شورتن ان يجهض هذا المشروع قبل اوانه، لأنه يدرك في قرارة نفسه ان  اولويات البلاد والناس ليست في منح المثليين حق الزواج، بل بتوفير الامن والاستقرار والازدهار والعلاقات الايجابية مع الحلفاء ومسايرة الجيران والاصدقاء دون الخضوع للضغوطات الخارجية المتنوعة على حساب كرامة الوطن ومصلحة المواطن.