سيرة الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه وهي مختصرة وفيها تبيان لمجموعة من الروايات وردت عن النبي «ص» وعترته الهادية، تصف حركته الإصلاحية المباركة بعد الظهور، ذكرها الاستاذ محمد رضا حكيمي في كتابه القيم «شمس الغروب»…

سر سيرته الدينية
المهدي «عليه السلام» خاشع لله، جلال خشوع النسر اذا بسط جناحيه واحنى رأسه، وانقض هابطاً من عنان السماء.
المهدي خاشع لله تتجلى فيه عظمة الخالق، وتملأ وجوده عزة المعبود.
المهدي عادل مبارك، طاهر ومطهر، لا يتهاون في مقدار ذرة، ولا يتعداه قيد أنملة، على يده يعز الله الإسلام.
خشية الله ماثلة في قلبه أبداً، لا يغره مقام القرب الذي خص به ولا المنزلة التي هو فيها، لا يبالي بدنيا ولا يعبأ بمال، ولا يضع حجراً على حجر. في ظل حكومته… لا ينال احداً أذى، ولا يصيب انساناً مكروه الا في حدّ من حدود الله…

سيرته الخلقية:
المهدي عليه السلام ذو حشمة وسكينة ووقار، ما يلبس من الثياب الاّ خشنها… علُم المهدي يفوق الناس علماً وحلماً… هو سمي محمد «ص» وخُلقه خُلقه يمشي في الناس بمشعل الهداية… ويسير فيهم بسيرة الصالحين.
اذا قام المهدي سادت المحبة، واستحكمت الالفة، وعمت الوحدة ارجاء الكون، فإن احتاج احد شيئاً مدّ يده في جيب الآخر فأخذ حاجته، لا يمنعه مانع، ولا يحول دونه حائل.
في زمن الإمام المهدي لا يأخذ المؤمن من مؤمن في معاملة ربحاً، ولا يضمر احد لأحد حقداً، ويعم الأمن والاستقرار كل مكان.
والمهدي كريم لا يبخل بمال، ولا يملّ النوال، على العمال والولاة شديد وبالضعفاء والمساكين شفيق، اذ علامة المهدي ان يكون شديداً على العمال «الولاة في حكومة العدل» جواداً بالمال، رحيماً بالمساكين.
وفي سيرته انه يلقم المساكين الزيت والعسل، ويحيا حياة جده امير المؤمنين عليه السلام، يأكل الجشب ويلبس الخشن.
يعيد لكل صاحب ذي حق حقّه، ولو كان لأحد حقاً تحت  اسنان آخر لاستخرجه من تحت اسنانه واعاده لصاحبه.
اذا بعث الله القائم من اهل البيت حكم بحكم الله… ويل لمن ناداه… لا تأخذه في الله لومة لائم… وفي حكومته تتلاشى حكومة الجبارين والمستكبرين… وتصبح مدينة مكة قبلة لحركته.. يتوافد المسلمون عليها لينضموا اليه. ويقضي على نفوذ اليهود… ويخرج تابوت السكينة من انطاكية وفيه التوراة والانجيل، فيحكم بين اهل الإنجيل بالانجيل…
ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويهبط عيسى بن مريم – عليهما السلام- من السماء… ويهتف : «افتحوا ابواب بيت المقدس» فينفتح.
… ومع الدجال يومئذ سبعون الف… كلهم مسلحون، فإذا رأى الدجال عيسى «ع»  ولّى هارباً فيقول عليه السلام: إن لي فيك ضربة لن تفوتني ابداً فيدركه فيقتله…
ويطهر العالم ولا تبقى ارض الا ارتفع فيها نداء: اشهد ان لا إله الا الله…
في زمن حكومة المهدي عجّل الله تعالى فرجه، يُؤتي الناس العلم والحكمة، حتى ان المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله. وفي ذلك العهد تجمع عقول العباد، وتكتمل احلامهم، وتصير قلوب – المؤمنين – كزبر الحديد، وقوة الرجل منهم بقوة اربعين رجلاً، ويكونون حكّام الارض وسنامها.
سيرته الاجتماعية:
اذا ظهر صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه، ملأ الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ولا يبقى موضع في الارض الا ناله من بركته وعدله واحسانه، فيزدهر في ظل وجوده الحيوان والنبات، يشمله من العدل والبركة والخير والإحسان.
وفي ظل دولته يستغني كل الناس ولا يبقى ذو حاجة ولا مملق، وفي ظل عدالته لا يظلم احد.
واول ما يظهر القائم – المهدي – من العدل ان ينادي مناديه ان يُسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف – يعني تكون اولوية استلام الحجر الأسود في الكعبة المعظمة والطواف حول البيت، لمن يؤدي الحج واجباً، وبعد ذلك يأتي دور من يؤدي الحج نافلة واستحباباً…

سيرته المالية:
تجمع للمهدي اموال الدنيا.. ما في بطن الارض وما على ظهرها.
فيقول للناس: تعالوا الى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدماء وركبتم فيه محارم الله، فيعطي شيئاً لم يعط احد كان قبله، يقوم الرجل ويقول : يا مهدي اعطني . فيقول: خذ.
ويقسم الأموال بين الجميع بالتساوي، ولا يفضل احداً على احد.
المهدي منقذ يبعثه الله لإنقاذ العالم، فيعيش الناس في دولته عيش رفاه واستقرار، ووفورٍ في النعمة… وتكتسي الارض بالنبات وتزداد مياه الأنهار، وتخرج الارض كنوزها، ولا يبقى في عهده ظلم ولا جور، وتزول الفتنة والحروب والغارات…
فينقذ البشرية من الفتن الكبرى.. ولا يبقى في العالم مكان خرب الا عمره…
يملأ انصاره ارجاء الارض ويغلبون عليها فيطيعهم الناس وكل شيء.. اذا اعترضتهم جبالٌ من الفولاذ  فلقوها، فلا  يضعون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل.
اجل، اذا ملأت الارض الفتن والاضطرابات،  وعمّ الظلم والفساد كل مكان، بعث الله المصلح الأعظم ليهدم حصون الضلال، وينير القلوب القاسية المظلمة بنور العدل والتوحيد والإنسانية.
واخيراً نبلغ الى كلام امير المؤمنين علي عليه السلام في نهج البلاغة، واصفاً تلك المسيرة الاصلاحية وهو يقول: «يعطف الهوى على الهدى، اذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن اذا عطفوا القرآن على الرأي… وتخرج له الارض أفاليذ كبدها، وتلقى اليه سلماً مقاليدها، فيريكم كيف عدل السيرة، ويحيي ميت الكتاب والسنة.

سيرته القضائية:
في قضاء المهدي »ع» لا يصيب احداً ظلم، ولا ينال انساناً حيف يحكم بالدين الخالص «لا يتلفت الى آراء الآخرين وافكار فقهاء المذاهب» يضع الميزان القسط بين الناس فلا يستطيع احد ان يظلم احداً .
… يقول الشيخ المفيد في «الارشاد»:
«واذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله، حكم بين الناس بحكم داود عليه السلام، لا يحتاج الى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم».
قال تعالى: «ان في ذلك لآيات للمتوسمين» الحجر 75
قال الشاعر السيد حسين كاظم الزاملي وهو يخاطب الإمام المهدي عليه السلام: