واصلت اللجنة المحققة في الوفيات المشتبه بها الاستماع الى رأي الشهود في جريمة هارون مؤنس التي ارتكبها في مقهى ليندت في مارتن بلايس اذ قال محاميه السابق كريس ميرفي للجنة انه مثّل مؤنس مرة واحدة منذ ست سنوات وانها المرة الوحيدة التي اراد تمثيله.

وكانت التهم الموجهة في حق مؤنس هي ارسال رسائل مهينة الى عائلات الجنود الاستراليين الذين قتلوا في افغانستان. واضاف ميرفي للمحكمة آنذاك ان مؤنس كان يحمل قلماً ويقول هذا هو سيفي ويحمل علماً ولم ير اي تحوّل من موكله الى الجريمة مع انه كان على شاشة التلفزيون.

ورفض بعد ذلك ميرفي تمثيل مؤنس مرة اخرى وقال ان مؤنس استعمل اغراضه الخاصة وكان مؤنس نرجسياً انانياً وسياسياً ضحلاً.

وقد اصر مؤنس انه لم يهدف من رسائله لأرامل الجنود بأن تكون مهينة ولكن هدفه كان جذب عائلات الجنود الحزينة لقضية السلام. فلم يكن مؤنس عميقاً او ذكياً بل شخصاً غريب الاطوار ولم يتعرف على اي اشارة بأنه شخص عنيف . وقال ميرفي لقد تعاملت مع المئات من الناس القتلة ولم ار اي عنصر في اتجاه مؤنس نحو العنف. وقال ميرفي انه بعد انتهاء جريمة حصار المقهى انه ليس متديناً ولكن اذا كان هناك مكاناً  يسمى الجحيم يجب ان يكون مؤنس فيه.

وقال الدكتور نظير داوار وهو الافغاني الاصل الذي مثّل مؤنس انه لو كان يعلم ان مؤنس هو الذي قام بحصار المقهى ليندت لكان سيطلب من الشرطة اطلاق النار عليه بدون مفاوضات اذ كان شيطاناً.

وكان الدكتور داوار يشغل منصب مدير الأمم المتحدة في كابول قبل ان يهاجر الى استراليا الذي قال ان مؤنس طلب منه ان يكون محاميه حين واجه المحكمة عام 2010 بتهمة ارسال رسائل مهينة لعائلات الجنود الاستراليين الذين سقطوا في افغانستان. وطلب الدكتور داوار من مؤنس ان يعترف بالتهمة لأن الرسائل مهينة استشاط مؤنس غضباً وجحظت عيونه وبدا كشخص قد مسه الشيطان وقال للدكتور داوار: هل تعرف من انا؟ فأجاب الدكتور : هل تعلم مَن انا؟ اني نظير داوار واخرج من هنا.

وقالت الاخصائية الاجتماعية سيلفيا مارتن التي كان لها اتصالات بين مؤنس وزوجته المقتولة نولين بال انه كان يريد ان يموت شهيداً من اجل الاسلام وكان مؤنس يعاملها بقسوة.

واضافت مارتن انها قابلت مؤنس وبال في شهر ابريل نيسان عام 2002 وبعد عام قتلت بال وعثر على جثتها محروقة ووجهت تهمة الضلوع في القتل في حق مؤنس. وكانت بال قد قالت الى مارتن انها كانت تخشى على حياتها من مؤنس الذي كان يمثل دور الشيخ الذي تزوجته عام 2003 وقد هددها بإطلاق النار عليها.

وكانت بال تحمل مؤهلات في علم الجريمة والعدالة الجنائية وحينما قابلها مؤنس من خلال ممارسته «للشفاء الروحي» لها كانت لا تزال طالبة.

وكانت بال قد قالت لـ مارتن ان اسلوب حياة مؤنس اصبح غريباً ولكن بعد عام 2007 تحوّل الى التدين وفي تلك الفترة بدأ مؤنس ارسال رسائل مهينة الى ارامل الجنود الاستراليين الذين سقطوا في افغانستان والعراق.

وقالت بال انه حينما كان مؤنس يشتبك معها في شجار يتحول وجهه الى شكل وحشي ويتنفس بكثافة ويسقط على الارض.

وكانت تعرفه بال باسم مايكل هايسون واكتشفت اسمه الحقيقي وعمره بعد ان داهمت الشرطة منزلهما. ورغم انه كان يظهر امام العامة بأنه رجل دين الا انه كان يقابل مارتن بملابس مزركشة وكأنه زعيم عصابة من افلام الثلاثينات من القرن الماضي.

وسوف تقرر لجنة التحقيق خلال هذا الاسبوع  فيما اذا كان الافراج عن مؤنس بكفالة في الوقت الذي كان متهماً بـ 43 تهمة من بينها قتل زوجته وحرق جثتها. وكانت القتيلة زبونة ذهبت لاستشارته بصفته شافيا روحانياً كان يدعي انه يمارس السحر الاسود على الاشخاص الملبوسين.

وتواصل اللجنة تحقيقاتها اليوم الاربعاء.