بقلم بيار سمعان
مع تسارع الاحداث في العالم وتفاقمها اصبح الناس يتفاعلون معها من منطلقات ثابتة وافكار مسبقة.
وهم، اي عامة الناس، غالباً ما يتوقفون عند اسئلة اصبحت بديهية لأنها تعكس تموضعهم الاجتماعي والسياسي والديني والثقافي.
يطرحون اسئلة عديدة مثل : ماذا حدث؟ من هو الجاني او الضحية؟ كم عدد القتلى ونسبة الاضرار ؟ كيف وقعت الاحداث؟ ماذا نفعل وكيف نتصرف في مثل هذه الوضعية…؟؟
لكن من النادر ان نسأل انفسنا السؤال البديهي الذي يتوجه الى العقل والمنطق ويتطرق الى الخلفيات والدوافع والاهداف الكامنة وراء كل حدث…!!
ربما تحكيم العقل هو مسألة شائكة بالنسبة لكثيرين. وربما العقل والمنطق يتناقضان مع الافكار السائدة ومشاعر الجماعة التي ننتمي اليها والتي رسمت خطوطاً مسبقة للمقبول والمرفوض، ورفعت الحواجز لما يجوز او ما هو محرم.
فالشعور بالانتماء الى جماعة ما او حزب او مذهب يفرض علينا الالتزام بالثوابت والقناعات السائدة لديهم دون ان نسأل لماذا؟؟
لماذا؟
الاطفال وحدهم يطرحون هذا السؤال لأنهم لا يزالون مادة خام ولديهم من العفوية والبراءة والصدق ما يكفي ليتساءلوا حول خلفيات الامور دون اية موانع.
فلماذا لا يتساءل الكبار عن خلفيات الامور بعفوية الاطفال ويسعون للحصول على اجوبة موضوعية لتساؤلاتهم؟؟
انه لأمر محيّر..لكن لنتماثل بالصغار ونسأل اسئلة بديهية. على سبيل المثال:
– لماذا خلق الله الانسان؟
– ولماذا قتل قايين أخاه هابيل؟
– ولماذا عصا آدم وحواء ارادة الله؟
– ولماذا يتميز الانسان بالعداء والوحشية؟
أهو فعلاً منحدر من اصول حيوانية ام انه ولد على صورة الله ومثاله؟؟
– فلماذا يتخاصم ويتناحر ويتقاتل الناس؟
– ولماذا تعدّد الاديان والمذاهب والبدع ومن يقف وراءها ويدعم تناحرها؟
– ولماذا صلب السيد المسيح ومات «وبعث حياً؟؟
– ولماذا قتل كل تلامذته وجرى تصفيتهم الواحد بعد الآخر؟؟
– لماذا جرى نزع الذهب والمواد الثمينة من التداول واستبدلت بالعملة الورقية؟
– ولماذا يجري الآن سحب العملة واستبدالها ببطاقات ائتمان وترقيم للبشر؟
– لماذا يوجد فقر وجوع وعوز وانتشار اوبئة في العالم؟
– ولماذا يضرب الجفاف بعض البلدان والطوفان بلدان اخرى؟
– لماذا يجري الحديث عن تكاثر السكان على الكرة الارضية وضرورة خفض عددهم؟
– ولماذا تنفق المليارات على الحروب واعمال التسلح بينما يعيش فقراء العالم على دولار واحد يومياً؟
– لماذا يجري علاج معظم الازمات الدولية ما عدا القضية الفلسطينية لا تزال تراوح مكانها؟
– ولماذا يتخاصم العرب ويتقاتل الشرق اوسطيون في حين ينعم العالم بسلام ما وازدهار اقتصادي؟
– ولماذا لا يزال المسلمون يعيشون صراعات الحقبة الاولى من ظهور الاسلام، في حين تخطت الدول الغربية خلافاتها الدموية والعقائدية وفصلت الدين عن الدنيا؟
– لماذا تقوم قيامة بعض الدول وتسعى الى تشريع المحرمات وتطبيع ما هو غير طبيعي؟
– فلماذا يريدون اقناع العالم ان زواج المثليين هو امر طبيعي وانه مستحسن ان يتزوج الرجل رجلاً والمرأة انثى اخرى ويكونان معا عائلة؟؟
مَن يسعى اليوم الى اعادة رسم المفاهيم وتحديد القيم؟
– ولماذا تصمت الكنيسة والاديان السماوية حيال هذه الطروحات؟
– ولماذا تستفرد اقلية من السياسيين «الملحدين» والعبثيين بقرارات تعني اولاً واخيراً سلامة العائلة والمجتمع؟؟
– ولماذا تسعى اقلية للتحكم بالاقتصاد العالمي وخيرات الارض وما هي الاهداف البعيدة لهذه المساعي.
– ولماذا تحاول الحكومات ومؤسساتها منع التدخين من جهة وتشريع الماريجوانا من جهة اخرى؟ وهل وصل الطب في العالم الى حائط مسدود ام انه جرى قرار ما وراء الكواليس بتشريع المخدرات عن طريق اقلية تعاني من الامراض المزمنة؟
– لماذا يروج في الاعلام العالمي اننا على الطريق سائرون نحو صراع الحضارات وهل المقصود تدمير الديانتين الاسلامية والمسيحية بغية اقامة نظام عالمي جديد؟
– ولماذا الكلام عن حرب عالمية ثالثة تدمر ثلثي سكان العالم؟ هل هو غضب الله لكثرة المعصية والخطايا وسفك الدماء البريئة ام ان «ابو الكذبة والقتلة» يسعى الى دمار العالم والديانات والبشر بغية فرض نظام عالمي جديد؟؟
– لماذا توقف الناس عن طرح التساؤلات وهل انتهت عملية تطويعهم وتحديد عقولهم ام انهم متلهون بلقمة العيش والحفاظ على الشرف والدفاع عن آلهتهم؟؟
واخيراً، لماذا اطرح هذه الاسئلة؟ لعلي ابحث عن اجوبة لآلاف الاسئلة!!
اوادعو الناس ان يتساءلوا معي، لعلهم يكتشفون الحقيقة في مكان ما في حال يفتقدونها في داخل ضمائرهم…!!
ربما.. ولكن لماذا ؟!