نسرين الظواهرة: في رمضان المقبل نحن على موعد مع مجموعة من المسلسلات الدرامية اللبنانية التي تضم نخبة من نجوم العالم العربي. أبرز تلك الأعمال «بنت الشهبندر» الذي يصنّف من النوع الرومانسي التاريخي من إنتاج شركة «MR7» للمنتج مفيد الرفاعي، ونتابعه عبر محطة «المستقبل» إضافة إلى محطات عربية أخرى يتم التعاقد معها.

تدور حوادث مسلسل «بنت الشهبندر» (30 حلقة) ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في بيروت. ويتناول حكاية حب الأخوين راغب (قصي خولي) وزيد (قيس الشيخ نجيب) ابني زعيم الحارة اللذين يُغرمان بناريمان (سلافة معمار) البنت الكبرى للشهبندر الذي وجد في مصاهرة بيت أبو راغب دعماً لنفوذه، فوافق على تزويج إبنته من زيد الأصغر سنا من راغب خلافا للعرف الساري، ولم يكن أحد يعلم أن راغب متيم بها.

يختفي زيد في الحلقات الأولى لأسباب مجهولة، مما يدفع بشقيقه الأكبر راغب الى الحلول مكانه في كل شيء، حتى في ما يتعلق بزوجته الحسناء التي تعيش حزناً على فراق زوجها.

في موازاة هذا الخط الأساسي يتطرق المسلسل الى الحالة الإجتماعية والإقتصادية في تلك الحقبة وشكل العلاقات بين المال والنفوذ، التي كانت تعيشها ولاية بيروت بعد استقلالها عن ولاية الشام مطلع عام 1800، كما يسلط الضوء على الأُسر اللبنانية والدمشقية التي كانت نسيجاً متداخلاً ومترابطاً.

استغرق تصوير مسلسل «بنت الشهبندر» نحو 72 يوماً في أجواء سلسة رغم العواصف التي واجهت فريق العمل.

يؤكد المنتج مفيد الرفاعي أن هذا العمل من بين أفضل إنتاجاته من ناحية القصة والأبطال والتنفيذ، وخصوصاً أنه تم التركيز على جمال الصورة بمختلف تفاصيلها. وكشف أنه تم تسجيل جنريك المسلسل بصوت الفنان نادر الأتات وكتب كلام الأغنية الشاعر نزار فرنسيس ولحنها الفنان عاصي الحلاني.

بطلة العمل الممثلة السورية سلافة معمار تشارك للمرة الأولى في عمل عربي من إنتاج لبناني، مؤكدة أن الظروف كانت ممتازة. جذبها النص بالدرجة الأولى وتفاعلت مع القصة الشائقة وشخصياتها. لفتها تركيز العمل على الحب المستحيل والدفاع عنه حتى اللحظة الأخيرة رغم العقبات والظروف القاسية التي تواجهه «اللي بشد بالعمل إنو كل الشخصيات محكوم عليا بالحب المستحيل».

إخراجياً، وجدت سلافة في سيف السبيعي هدفها المنشود نظراً إلى تعمّقه في الأعمال التاريخية «كتير عرفان شو بدو والجماليات بالصورة دايماً موجودة».

برأيها، الجمهور سيعشق «بنت الشهبندر» لأنه يحمل المقومات كلها من نص وصورة وممثلين مما يخوله التفوّق في السباق الدرامي.

بالنسبة الى الدمج في الدراما العربية أكدت معمار أنها تعود بالفائدة على الأطراف جميعا. صحيح أن بعض الخطوط الدرامية لم تكن منطقية أحياناً، إلا أن هذه الموضة أصبحت منظّمة أكثر اليوم وتجد رواجاً أكبر وفرصاً أهم في التسويق. وأي دراما عربية استفادت بشكل أساسي؟ رأت أن الجميع استفاد إلا أن الدراما اللبنانية حققت انتشاراً عربياً كبيراً كانت في حاجة إليه، بعد تحقيقها النجاح في لبنان إثر توافر الإمكانات. الدراما المصرية، بحسب سلافة، هي الأولى عربياً لأنها الأقدم وهي صناعة ضخمة ذات بنى تحتية متينة وشركات إنتاج ضخمة ومحطات مهمة وصالات سينما.

سلافة تؤمن بأن الفن حرّ ليس لديه أرض أو مكان، إلا أن الدراما السورية تأثرت بالوضع السياسي والإقتصادي الذي تمر به البلاد، الأمر الذي انعكس على كمية الإنتاجات بسبب صعوبة التحرك اللوجستي. وقد كشفت أن جميع القائمين على الصناعة السورية، ورغم اختلاف توجهاتهم، يبذلون اليوم جهداً كبيراً للحضور والمحافظة على المستوى الذي اعتاده المشاهد العربي.

سلافة معمار إنتقائية في أدوارها وتبحث عن الشخصية التي تستفزها، باعتبار أن التمثيل مهنتها الأساسية وليس هوايتها. في المستقبل القريب تشارك في عمل عربي ضخم فضلت عدم الكشف عن تفاصيله. أما في رمضان المقبل فتطل من خلال عملين أولهما «بنت الشهبندر» والثاني «العرّاب» في دور أساسي.

«بنت الشهبندر»

إخراج: سيف السبيعي.

كتابة: هوزان عكو.

بطولة: قصي خولي، سلافة معمار، قيس الشيخ نجيب، منى واصف، أحمد الزين، رفيق سبيعي، سميرة البارودي، فادي ابرهيم، طوني عيسى، سارة أبي كنعان، جيسي عبدو، عصام بريدي وغيرهم…

إنتاج: MR7 للمنتج مفيد الرفاعي.