مارسيل منصور

كم نشتاق …بعد سبعة وستين عام

من هم التهجير … من طعن الخناجر … وتعب الزحام

من قهرالاحتلال … من سفك الدماء … وثقل الآلام

من صهد العذاب … ودموع الرعب … وأنين الكلام

واليوم … ما زلنا نذكر و نتذكر … غدر تآمرالأيام !

فكم نشتاق … إلى سماء زرقاء

بل نتحرق شوقاً … لأن نرسم البسمة على الشفاة

كم نشتاق إلى … أن يتبدل التاريخ في زهوة

لأن نزرع في القلب فرحة

بدلاً من مرارة النكبة

وإحياء ذكرى التشريد واللجوء وصهد هجرة

كم نشتاق … كم نرغب … ونتلهف شوقا

إلى محو ذاكرة الظلم والطغيان

وظلام الجحيم والهذيان

كم نتوق للعودة

لنوقف نزيف الجرح في المذبح

لنبدد الحزن وأعاصيرالجراح

لنسدل الستارعن مسرح الأوجاع

لنسترد ما سلب منا من ربوع الجنة

ونبدأ صفحة بيضاء على مسرح الحرية

ولم لا؟

ألا يستحق شعبنا أن يطلب العودة والأمان ؟

بعد طيلة الحرمان؟

والعبث في الأوطان؟

كم نشتاق يا زمان

إلى عطر وردة

نتعطش إلى ينبوع مياه عذبة

لنطيرعلى أجنحة المحبة

نزرع براعم زهرة

نستنشق عطر نفحة

يغمرها عبق الربيع

كم نتوق إلى ذرة حفنة

من تراب القدس ويافا وغزه

كم نشتاق إلى العودة لفلسطين

إلى حضن الوطن … وأرض الحنين

نشتاق … بعد فراق دام حقبات ودهور وسنين

نشتاق … لرعشة دفء في عناق الأحبة

ولمسة حب وقبلة

نطبعها على وجنتي طفلة

وتغريد طير في أجواء ضحكة

وشجر زيتون ، وعناّب ، وعين نخلة

تعانق ثمر الليمون وجزع الصنوبر

وصلابة البلوط والسنديان

   ونكهة البرتقال وقداسة الرمان

كم نشتاق … يا أمل !

أين وجهك الجميل في العمل ؟

وفي صناعة حلو العسل ؟

أين أنت أيها العملاق ؟

وهل نطلب الكثير؟ أم المستحيل ؟

نحن شعب كنعان العتيق … لا يعرف المستحيل

رغم زلازل الدنيا ومئات آلف مليون هزه

سنظل صامدين في شموخ وعزة

وسنغني معاُ للعدالة والسلام أنشودة فذة

لبلادنا … فلسطين حرة

لأن أحلامنا أكبرمن جراحنا

ولأننا … نحب ونعشق فلسطيننا

لأننا … نحن فلسطين وفلسطين أرضنا

لنا الأرض والأرض لنا

فلسطين لنا … هي تسكن فينا …ومعنا … وبنا

ولذا … فلسطين … تعيش دوماً … ودوماً تعيش

في دمنا

فلسطين الأم … هي أمنا نحن … لا غيرنا … نحن لا سوانا

تجري في دمائنا … تسري في عروقنا … تفكر في عقولنا

تشعر في قلوبنا … تنعش أعصابنا … تنقي هواءنا

تسكن في أرواحنا … تتبعنا كظلنا

ولايمكن أبداً… ولم … ولن تفارقنا

بل تتجاوز حدود المكان والزمان

رغم المسافات وبعد البلاد … وكثافة الغيوم وهول السحاب

يزورنا طيفها صباح كل يوم من بعيد

بلا قيود أوسجون أوسلاسل

في نفوسنا يبزغ منها بصيص أمل ووهج شمعة

نرى فيها إشراقة شمس حب جديدة

تشع بنورها على شواطئنا …تبلسم جراح أمواجنا

ترد الروح في أرواحنا … تواسينا … تهمس في آذاننا

تعانقنا … توشوشنا

تغني قيثارة العودة

على أنغام زنبقة تعزف ترانيم الخلود

فتردد على مسامعنا … فلسطين لنا … القدس لنا

وغداً … سنرجع … سنرجع يوماً إلى أرضنا

سنرجع إلى فلسطين

ولو بعد حين