بقلم سركيس كرم

(ذكرى)
قطرات ندى من جبين الوطن تتساقط في ممرات العروق.. تنشد ترانيم الانتماء الى إنسانية ما برحت تسرح في غياهب غربة لا تنتهي .. تغرف من محبة تتنازعها الرغبات وانعدام الطمأنينة .. تتوق الى حقيقة مجردة من القلق المكتوب على قسمات تأخذها الحيرة من مقلب الى آخر على مسارح الاوجاع..
نفحات عطر من أرزة .. من سنديانة..من صخرة.. من حبة تراب.. تحملها نسمات الكلمة على أجنحة الأمل مخترقة المسافة لتحط في قلوب تتعطش الى الذكرى.. تريدها حالة متجددة.. تحلمها حاضرا.. تتأملها مستقبلا أنتهت هجرته .. أنها الذكرى..أو ليس الحاضر يذوب مع كل لحظة ليصبح مجرد ذكرى..
*****
وفي الوقت عينه..إختفت اللحظة.
*****
(وحده يوقف لعبة الحرب)
تقف في المتراس.. هنالك حيث تتوقف عقارب الساعة.. وسط رائحة البارود …رائحة الموت.. حيث تنتفي لغة الأقلام والمنطق… وتتحكم بمصيرك رصاصة تنطلق من بندقيتك نفسها.. تخرق ظلمة الخوف.. تصطدم بجدار الآخر.. من ثم تعود لتصيبك في صميم الذاكرة..
هنالك تنتظر بين أكياس الرمل «المتحرك» .. ترغب بأن تضبط إيقاع رعبك الداخلي لحظات الهدوء.. تتمنى أن تتمزق اللوحات السوداء التي تصّور المستقبل وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة..
فجأة تلتفت الى نور يشع من وسط اليأس المزمن.. تتحرر رؤيتك من أسرها..تشعر بالطمأنينة..
أنه الأمل ينبثق من بين ركام الحطام المعنوي .. أنه الأمان.. أنه السلام.. وما من أحد بوسعه ان يهزم أرباب الموت وأشباحه سواه.. هو القوة التي لا تضاهى في القدرة على إنهاء لعبة الحرب وإسكات لغة الموت .. أنه الرب القدير على كل شيء..أنه نور الحياة..
*****
نبض الحياة ليس مجرد قلب ينبض، بل هو مقاومة تتصدى للشر متسلحة بنبضات القلب..
*****
الاحترام هو ذروة الأخلاق وخميرة الصداقة ومفتاح الثقة… لذلك قيل «أحترم تحترم»..
*****
الإنسانية.. هوية لا تحتاج الى تصريح ولا الى جواز سفر ولا الى بطاقة حزبية او مذهبية.
*****
كلما ضاق الملعب، كلما أنفضحت اللعبة.
*****
قيل «حبل الكذب قصير».. الصحيح ان حبل الكذب طويل وطويل جداً، لكنه قد ينقطع في أي لحظة لأن الإهتراء يتآكله مع كل كذبة..
*****
يفضح المخادعون أكاذيبهم حين يخفقون في معرفة أي وجه من وجوههم الزائفة هو الذي يظهر على مرآة الواقع.
*****
يظن بعضهم ان الطيبة سذاجة وغشمنة، متناسين ان بذور الطيبة تزرع في هذه الأرض ولا يتم قطف ثمارها إلا في السماء…
*****
شاب الجبل.. وصار الغيم بدو يعربش لفوق تا يحيّي بياضو … شو عالي وغالي هاك الجبل..