بين جرود بريتال وبلدة عسّال الورد السورية هناك ايضاً تلة 888 حيث مقر قيادة «حزب الله» في المنطقة. هذا الاسم الذي يذكرنا بتلة الـ 888 في سوق الغرب هو امتداد للحروب العبثية التي تقدّم الهدايا المجانية لإسرائيل: توتّر في شبعا، الاصابع على الزناد في عين عطا ودير العشائر، معارك ضارية بين جرود عرسال ومنطقة القلمون، قصف يطاول بلدات لبنانية في قضاء بعلبك، حشود متقابلة وكلام عن المعركة الفصل، وقضم تلال واحتلال اودية وشق طرقات.. وكأن خط بارليف صار على مقربة من نقطة المصنع الحدودية، وكأن دير البلح في غزة بات السلسلة الشرقية في جبال لبنان..
الى اين نحن سائرون من سينتصر وماذا سيفعل وما هو مشروعه، ما هي اثمان ثقافة الموت التي تسود المنطقة وماذا يعود منها على لبنان… نتيجتان احلاهما مرّ، وهل اصبحت المعادلة هي «النصرة» مقابل «حزب الله» بعدما انكفأت القوى المعتدلة في المعارضة السورية؟
نحن المتفرّجين، ماذا سيحلّ بنا كائناً مَن كان المنتصر في معركة القلمون؟!
تبهرنا مشاهد المعارك ونحن نعتقد اننا سنطلّ على نهاية النفق .. والواقع هو اننا ندخل في المزيد من الظلمة.
انطوان القزي