بقلم: تماضر الحافي – الأردن

عنوان لعمل أقوم به جاهدة وهو تعريف القاريء على شخصيات وقامات من مدينتي التي لم أرها حتى الآن إلا من خلال أبحاثي، أعود إليكم بقامة جديدة لنتحدث عن اسم هام.
الأديبة والكاتبة الرائعة دينا سليم حنحن:
من مواليد مدينة اللد في فلسطين الداخل، درست في جامعة تل ابيب وحيفا، لكنها رحلت وقبل عدة سنوات إلى قارة أستراليا.
مسؤولة في إدارة تحرير المجلة الشهرية (النجوم) الصادرة من سيدني، ومديرة الصوت العربي في إذاعة الولاية، وتقدم يرنامجا خصص لها تحاول من خلاله تعريف المستمع الأسترالي على أدبنا العربي وأعلامنا ومفكرينا، تترجم بعض الفصول إلى الانجليزية وتقوم بنشرها في صحيفة الاذاعة أيضا، وتساهم في العديد من المجالات المتاحة.
تكتب في القصة القصيرة والرواية والتحقيق الصحافي وتسهر على برامج إذاعية، تستطيع التوفيق بين كل تلك الأشكال التعبيرية وتجد ذاتها بكل هذا وأكثر؟
غير مكتفية بجنس أدبي واحد لأنه وحسب رأيها لا يفي بغرض قول حقيقة المرأة عامة والعربية خاصة ولا يوصل كل أفكارها ومشاعرها ورؤاها للذات، والكتابة والمجتمع والرجل والعالم بالصورة التي تريدها.
صدرت لها ولأول مرة سنة 2003 أول رواية (الحلم المزدوج) بعد أن عادت إلى الساحة الأدبية بعد انقطاع طويل دام أكثر من عشرين سنة، وتلتها رواية (تراتيل عزاء البحر) وثم رواية (سادينا)، فـ (الحافيات) صدرت عن دار أزمنة الأردن، (قلوب لمدن قلقة) و (ربيع المسافات)، و(جدار الصمت) صدرت مؤخرا عن دار الجندي في القدس، ولها تحت الطبع رواية (نارة).
في رواية «قلوب لمدن قلقة» اصدار مؤسسة شمس القاهرة، طرحت موضوعة غاية في الأهمية، على المستوى الإنساني والفكري، وهي «الغربة» المزدوجة للفلسطيني؛ غربة في الوطن المسلوب وغربة في المكان الآخر البديل «المنفى».
وفي الرواية ذاتها طرحتِ أيضا موضوعا يخص الهوية، تسَائِلُ «الهوية» و»الوجود» في آن، عبر آلام المرأة (الساردة) والشخصية الرئيسية في الرواية (داليا)، جراء زواج مسلم بيهودية، طبعا المتهم هنا «الحب» وهدف الرواية هو معالجة هذا الشرخ العظيم.
عندما تكتب دينا سليم حنحن، المرأة، تصنف كتابتها ضمن الكتابة النسوية المحددة فكريا والمحددة الأهداف، كالدفاع عن حرية المرأة، ومجابهة التقاليد والعادات التي تحط من قدراتها ومن إنسانيتها في ذات الزمان التي شهدت الرواية التي تكتبها المرأة في الألفية الثالثة فورة في الإنتاج، خاصة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي عامة، وفرة في الكتابة مع جرأة ثمَّنَهَا بعض النقاد وانتقدها آخرون، فجاءتنا بما هو أجرأ متحدية ما تخفيه الكواليس من حقائق، وهي كامرأة مثابرة طموح تعتبر ضمن النساء الكاتبات المهمات، تتجلى مساهمتها في تطوير الرواية عامة وتطوير أساليب السرد، وتعني لها كتابة الجسد التي تنادي بها كاتبات عربيات ومن الغرب، أي كتابة حاجيات الجسد وقد كتبت عنها في عدد من رواياتها القيمة بلغات وأساليب متنوعة، خاصة الجسد الأنثوي؟
في إحدى رواياتها استلهمت «الحُلُمَ» ووظفته كتقنية في الكتابة، مستخدمة التقنيات السردية التي تعتمدها في الكتابة، وتفضل التنويع تاركة الحرية للعمل ليقودها نحو أساليب وتقنيات تناسب موضوعاتها.
أما بالنسبة لكتابة السيرة الذاتية، فقد صدر لها مؤخرا (جدار الصمت) تتحدث فيه عن سيرتها الذاتية، أخذتنا دينا سليم إلى دوامة داخل مدارات حياتها وهي تصرخ علانية معلنة بأن (جدار الصّمت) ما هو إلا مؤلف يعوضها عن فقدانها لابنها الشاب، أو ربما يمنحها الاستسلام أخيرا لفكرة وفاته، وهذا بعض ما جاء في الرواية:
« الاهداء
يا له من قدر تفوح منه رائحة العذاب
الألم قوة، يعانقك؟… لا تعانقه!
لكن
إن لم يعتقك عانقه
الألم صدفة، وشاحها أسود وحضنها لحن حزين
حاربه
قمت بتدوين هذه الرواية مباشرة بعد وفاة ابني «باسم» سنة 2014
ديـــنا ســليم».