جالت الفنانة السورية سوزان نجم الدين بين معالم بغداد وأساطيرها وتماثيلها المشهورة، بداية من تمثال عباس بن فرناس الشهير بأول محاولة للطيران والذي يقع أمام مطار بغداد الدولي، مروراً بشارع أبو نواس وتمثال شهرزاد وشهريار.
بعد ذلك توجهت إلى مدينة بابل الأثرية لتطلع على الموقع الذي نشأت فيه الحضارة الإنسانية وكان باستقبالها محافظ بابل الذي اصطحبها لزيارة أحد دور الأيتام في المدينة إذ اشترطت «سفيرة الحب والسلام» أن تبدأ فعاليتها بزيارة لأيتام العراق قبل حضور المهرجان، وقد احتفلت بعيد ميلاد أحد أيتام مدينة الحلة بصحبة بقية زملائه في الدار، لترسم على شفاههم البسمة والفرح، قبل أن تحضر ندوة عن الدراما العربية بشكل عام والسورية والعراقية بشكل خاص، حيث تحدثت نجم الدين عن تجربة الدراما السورية وتحدياتها في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد.
ولبّت سوزان دعوة من دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية واجتمعت مع عدد مع النجوم، حيث تحدثت هناك عن واقع الدراما السورية وكيفية إنتاج أعمال مشتركة بين العراق وسوريا مبدية استعدادها للعمل مع الفنانين العراقيين من أجل إنجاح هذا المشروع، كما عقدت في نهاية الاجتماع مؤتمراً صحفياً على خشبة المسرح الوطني العراقي وتحدثت فيه عن دور العراق الحضاري والثقافي بين البلدان العربية معتبرة زيارتها للعراق حلما قد تحقق لأن العراق بلد الفن والحب والسلام.
وفي ختام المهرجان ألقت كلمة المشاركين العرب والأجانب حيث حيّت من على خشبة المسرح البابلي أرض العراق، ومن بين ما قالته: جئت إلى بابل الحضارات وسرّ الوجود، فمن دمشق الياسمين والتاريخ، من دمشق القديمة وحاراتها المعتقة برائحة الخلود، جئت إليكم لأعلن عليكم الحب كما قالت غادة السمان ذات كتاب «كم أشعر بفرحٍ كبير وعالي جداً كعلو هامات نخيل «الحلة»، أشعر بخفة أقدامي وهي تحملني إليكم كخفقة موجات دجلة والفرات».
وأضافت: لا أستطيع أن أخبئ مشاعري يوم كرمتني بابل بدعوتها الكريمة. مرّ على ذاكرتي شريط من الدموع التي ذرفتها على العراق وهو يقع فريسة الحروب ومغامرات صانعيها والمولعين بها، فالعراق لا يستحق منا سوى أن نمنحه الحياة، وأن نمنحه الحب لا الموت والدمار.
وفي نهاية المهرجان تم تكريم سوزان نجم الدين بدرع بابل من قبل رئيس المهرجان الشاعر الدكتور علي الشلاه وسط تصفيق حار من البابليين.