{ عندما انزل سيّد مكاوي هذه الاغنية الى الاسواق، التهبت المشاعر وتوحّدت العواطف تجاه لغة الضاد التي يعشقها كل القاطنين من المحيط الى الخليج… هذه الأرض باتت تخجل اليوم بلغتها، التي وللأسف، شئنا أم أبينا، باتت لغة الارهاب، فعندما يتحدث اثنان العربية على هذه الارض يتوجّس منهما من يمرّ قربهما او الجالس الى جنبهما. واليوم وصل الأمر الى منع هذه اللغة لأنها باتت خزان المؤامرات والانغماس في الحركات الارهابية، وليس اصدار استراليا قانوناً بمنعها في السجون سوى دليل على ما آلت اليه لغة سيبويه والجاحظ والمتنبي وامين نخلة. على كل سجين بعد اليوم في استراليا، ان يتحدث الانكليزية، ومن لا يستطيع ذلك عليه ان يستدعي ترجماناً محلفاً!!.. اليوم في السجون، ومن يدري ربما غداً في الشوارع.. نعم هذه هي لغة الضاد التي كنّا نتباهى بها، باتت وسيلة رعب وتخويف واثارة نعرات. الحكومة الاسترالية التي لها كل الحق ان تحتاط لأمنها عبر كل الوسائل، حريٌّ بها ان تخرج من السجون لتراقب الاذاعات العربية الخاصة وما اكثرها، لتجد هذا الكمّ الكبير من الحقد والاثارة والشتائم والكيدية، كل ذلك يجري بتراخيص حكومية استرالية. فهل نصل الى يوم نصبح مثل مدخني النارجيلة، يطالنا القانون اذا تحدثنا بلغتنا الأم؟!

انطوان القزي