بقلم سوزان عون
ليصمتَ الوقتُ قليلاً، فهديرُ الساعاتِ أصمّني. خائفةٌ من أنْ يزحفُ النسيانُ على أناملي، كزوبعةٍ من رمال. أتمددُ كالغروبِ فوق أوراقي، وأذوبُ في محبرتي كمحيطٍ بلا قرار. وخرجتْ من رحمِ الماضي أصواتٌ، تشُّدُ ترحالها إلى أطراف ذاكرتي، تلتمسُ البقاء. تُجففُ الحروفَ بألمٍ، دمُعها سكيبٌ، وتبعثرُ الأوراقَ بتمرد. وترتقي معي وتعلو بها المساءات المحلّقة، وترفضُ السقوط. وأكتبُ بصوتي الخفيّ رسالةً، أحشُرها بين أضلاع زجاجة، أخشى عليها من نبضة آتية. أقول: لا يتقلّبُ وجعاً، إلّا من أرْداهُ الشوقُ غريبا.