lady1 lady2lady8

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كاتدرائية سيدة لبنان، يعاونه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح وراعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه وخادم كنيسة سيدة لبنان المونسينيور شورا ماري، بمشاركة الرؤساء العامين وكهنة ورهبان الطائفة المارونية.
وشارك في القداس القنصل اللبناني جورج بيطار غانم والنواب طوني عيسى، جيف لي وبرباره بيري وأعضاء الوفد المرافق، فاعليات الطائفة المارونية والجالية اللبنانية وحشد من المؤمنين.
ودخل الراعي الى الكنيسة على وقع التراتيل وتصفيق المشاركين. واستهل القداس بكلمة ترحيب للمطران طربيه بضيف اوستراليا والجالية الكبير.
العظة
وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة، قال فيها: «تحتفل الكنيسة في هذا الاحد الاخير من تشرين الاول بختام زمن الصليب والسنة الطقسية، فتتأمل بمجيء المسيح الثاني بالمجد ليدين الاحياء والاموات في نهاية العالم. وتحيي عيده ملكا على السماء والارض. انه ملك المحبة التي جسدها وبلغ بها الى ذروتها فمات فداء عن خطايا العالم اجمع وقام لتقديسنا وترك المحبة وفية لجميع المؤمنين به واشركنا بملكوته بواسطة المعمودية الميرون لكي نكون شهودا للمحبة وسيديننا عليها في اليوم الأخير عندما يأتي لمجده».
أضاف: «يسعدنا ان نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية التي نبدأ بها زيارتنا الراعوية الى ابرشيتنا المارونية في اوستراليا بدعوة كريمة من سيادة اخينا المطران انطوان شربل طربيه في كاتدرائية سيدة لبنان في مدينة سيدني ونقوم بها مع سيادة اخينا المطران بولس الصياح النائب البطريركي العام وقدس الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية الاربعة اللبنانية والمريمية والانطونية والمرسلين اللبنانيين والرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات ومع وفد للمؤسسة المارونية للانتشار والمؤسسة البطريركية العالمية للانماء الشامل، ومن الاعلاميين والاعلاميات ممثلي وسائل الاتصال اللبنانية . اننا نشكر راعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه على هذه الدعوة وكل الذين نظموها معه ونحيي الكهنة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين والمؤمنات ويطيب لنا ان نحيي السادة المطارنة رؤساء الكنائس الشرقية والقنصل العام للبنان السيد جورج بيطار غانم وسائر الوجوه الحاضرة معنا».
وتابع: «في ضوء كلام الرب يسوع في انجيل اليوم نتأمل بغاية وجودنا على هذه الارض وهي الشهادة ومحبة المسيح التي تظهر وتتجسد في مساعدة الجائع والغريب والعريان والمريض والسجين ماديا وروحيا وثقافيا واقتصاديا. وقد سمى الرب يسوع هؤلاء المحتاجين (اخوته الصغار) (متى 25-31-36) ويؤكد لنا انه سيدنا في يومنا الاخير على هذه المحبة وان خلاصنا الأبدي والهلاك منوط بعيش هذه المحبة الإجتماعية. كل هؤلاء الاخوة الصغار نلتقيهم في بيوتنا وعائلاتنا وفي المجتمع والكنيسة والدولة . فكل انسان كبيرا كان او صغيرا هو كل يوم بحاجة مادية او معنوية او روحية او اقتصادية او ثقافية في مختلف قطاعات الحياة، وهكذا تنفتح امامنا كل يوم ومكان مجالات الشهادة بمحبة الله مثال محبة المسيح. نصلي اليوم لكي يسكب الله في قلوبنا هذه المحبة بعطية الروح القدس».
وقال: «المسيح الملك هو ملك المحبة والسلام وقد اشركنا في ملوكيته بالمعمودية والميرون اننا نحن المسيحيين شعب المحبة والسلام هذه هي هويتنا ورسالتنا في اي مجتمع بشري او بلد كنا، وانتم ايها الاخوة والاخوات الآتون من لبنان ومن مختلف بلدان الشرق الاوسط تشهدون في هذا المجتمع الاوسترالي المضياف بالمحبة الاجتماعية بكل وجوهها يشهد لها ويجسدها الاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات في العمل الروحي والراعوي والاجتماعي في الرعايا والاديار وفي المدارس ومراكز خدمة الاطفال والمسنين وسواها من المؤسسات الثقافية والاستشفائية. ونعرب لكم جميعا عن شكرنا وتقديرنا لأعمال المحبة التي تقومون بها في بلدانكم اللبنانية والمشرقية من خلال مساعدة الاهل والاقرباء وبناء الكنائس والقاعات الراعوية والاندية وانشاء مشاريع انمائية توفر فرص العمل لأبناء اوطاننا الاصلية لكي يصمدوا فيها ويحافظوا على تراث الآباء والاجداد ويواصلوا رسالتهم في بلدانهم المشرقية بنشر حضارة المحبة والسلام».
وعن شعوره مع بداية زيارته، قال: «لقد قضينا طيلة نهار امس وهو الاول من زيارتنا الراعوية بلقاءات شملت اولا لقاء مطولا مع السادة المطارنة والآباء ورؤساء الكنائس الشرقية ومع اصحاب السماحة والفضيلة ممثلي الطوائف الاسلامية وتباحثنا معا بشؤوننا المشتركة في اوستراليا ولبنان وسوريا والعراق ومصر والاراضي المقدسة وصلينا معا من اجل الاستقرار فيها واصدرنا بيانا مشتركا في هذا الشأن ثم تلت هذا اللقاء لقاءات اخرى متتالية مع سبعة وثلاثين وفدا من بلداتنا اللبنانية والاحزاب واطلعنا على احوالهم واثنينا على الروابط والجمعيات التي انشأوها للربط في ما بينهم وبين بلداتهم وقراهم في لبنان، وشكرنا لهم ما يقومون به من اعمال محبة وانماء. اما الصوت الواحد والموحد لجميع الذين التقيناهم، فكان المطالبة بوحدة اللبنانيين وسياسة العيش المشترك وانتخاب رئيس
أضاف: «للجمهورية واشراك المنتشرين اللبنانيين بالانتخابات اللبنانية على انواعها».
أضاف: «فاللبنانيون في بلدان الانتشار اكثر بأضعاف واضعاف اللبنانيين المقيمين في الوطن الأم، فدعوناهم بدورنا لتسجيل وقوعاتهم الشخصية، الولادة والزواج في بعثاتنا القنصلية اللبنانية للمحافظة على جنسيتهم اللبنانية بالتعاون مع سيادة راعي الابرشية والكهنة ومكاتب المؤسسة المارونية للانتشار والتجمع المسيحي اللبناني الاوسترالي والرابطة المارونية. وكم اعرب هؤلاء اللبنانيون عن المهم وخجلهم لعدم انتخاب رئيس للجمهورية ولإقفال القصر الجمهوري وفراغ سدة الرئاسة منذ خمسة اشهر مكتملة . كما اعربوا عن خيبة املهم من نواب الأمة بعجزهم عن تأمين النصاب في المجلس النيابي وانتخاب رئيس جديد للبلاد لكونهم يعطلون انتظام عمل مجلس النواب والحكومة وسائر المؤسسات وكم حملونا من مسؤولية في حض البطريركية المارونية للعمل على الوحدة الوطنية والسعي مع ذوي الارادة الحسنة في الداخل والخارج لكي يقوم النواب اللبنانيون بواجبهم الاول والأساس وهو انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لا بديل عنه الى انتظام جميع شؤون البلاد الدستورية والادارية والاقتصادية».
وختم: «لقد آلم الجميع الاعتداء على الجيش اللبناني في طرابلس في هذه الايام، وأسفوا لوقوع قتلى وجرحى في صفوفه. وها نحن اليوم نعرب كلنا عن دعمنا الكامل للمؤسسة العسكرية وسائر القوى الامنية في لبنان ونصلي من اجل نصرتها وحمايتها ونجاحها في حفظ الامن والاستقرار في الوطن الحبيب . ونصلي من اجل السلام في سوريا والعراق وسائر البلدان الشرق الاوسط، ونذكر في صلاتنا جميع الاخوة النازحين الذي طردوا من بيوتهم واراضيهم، ونطالب المجتمع الدولي بمساعدتهم في كامل حاجتهم وبدعوتهم الى بيوتهم ومدنهم وبلداتهم بكل كرامة مع صيانة جميع حقوقهم المدنية والامنية بحكم المواطنة. ونحن في اوستراليا العزيزة نود التعبير عن شكرنا لموقفها ولمساعدتها للأخوة النازحين وانتم معها وفي المناسبة نرفع هذه الصلاة ايها الاخوة والاخوات بشفاعة امنا مريم العذراء وسيدة لبنان وابينا القديس مارون ملتمسين النعمة الإلهية التي تقدسنا وتجعلنا جميعنا شهودا للمحبة وبناة للسلام لمجد الله الواحد والثالوث الآب والابن والروح القدس الآن والى ابد الآبدين».
وفي الختام، بارك البطريرك الراعي حجر الأساس لبيت الكهنة ولقاء مع أبناء الرعية.
استقبالات ومحاضرة
وبعد القداس، صافح الراعي المشاركين فردا فردا، ثم أقامت رعية سيدة لبنان غداء على شرفه. وبعد ذلك، ألقى محاضرة عن «التنشئة المسيحية»، في صالة كاتدرائية سيدة لبنان، هاريس بارك.
في مدرسة سيدة لبنان
وامس الاثنين تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره  بطرس الراعي زيارته الراعوية الى استراليا وانتقل صباح اليوم الى مدرسة سيدة لبنان حيث امضى نهاراً طويلاً مع طلاب المدرسة بدأه بقداس ترأسه في كاتدرائية سيدة لبنان يعاونه  النائب البطريركي العام بولس صيّاح وراعي الابرشية المارونية انطوان شربل طربيه وخادم الرعية المونسنيور بشاره مرعي بمشاركة الآباء العامين والكهنة والرهبان.
وخلال القداس القى الراعي عظةً جاء فيها:
القى عظة اكد فيها على اهمية زرع المحبة في القلوب والوطن والمجتمع مشدداً على ان يكون كل واحد منا ارضاً طيبة ليعطي اعمالاً وثماراً وكل ما هو حق وخير وجمال. وشدد على اهمية دور المدرسة في بناء الاجيال.
بعد القداس انتقل الراعي والاساقفة ورجال الدين والحضور الى قاعة مدرسة سيدة لبنان على وقع قرع الطبول والزغاريد والاغاني حيث جرى احتفال قدّم فقراته طلاب المدرسة وتخلله الدبكة اللبنانية وقصائد زجلية ولوحات من التراث اللبناني.
كما توجه طالب وطالبة للتحية الى غبطته باللغة العربية .
وقدم البرنامج الطالبان ايفون موسى  وجوزيف فرنجيه.  وتحدثت مديرة المدرسة الأخت مارغريت بو غصن ورحبت بالبطريرك الراعي والوفد المرافق والحضور.
والقى الراعي كلمةً هنأ فيها راهبات العائلة المقدسة المارونيات في استراليا كما هنأ الرئيسة العامة الأم كبريال بو موسى وقال انه لولا وجود الراهبات لما كنا هنا في هذه البلاد. كما هنأ الطلاب على نجاحهم وحفاظهم على اللغة العربية والتراث اللبناني.
وفي الختام قدمت الأم بوموسى ورئيسة الدير الأخت ايرين بو غصن ومديرة المدرسة  مارغريت بو غصن هدايا تذكارية الى البطريرك الراعي.
وبعد ذلك انتقل الراعي والوفد المرافق الى قاعة اخرى في سيدة لبنان حيث اقيم غداء على شرفه شارك فيه  القنصل اللبناني العام جورج بيطار غانم، النائبان جيف لي وطوني عيسى، ورئيس مصرف بيروت سليم صفير ومدير المعهد الكاثوليكي للإعلام عبدو بو كسم وفاعليات من الجالية اللبنانية.
والقت الأخت ايرين بو غصن كلمة رحبت بالبطريرك الراعي والوفد المرافق وتحدثت عن تاريخ رسالة راهبات العائلة المقدسة المارونيات في استراليا ونوهت بمواقف البطريرك الراعي مشددةً على اهمية دور بكركي في الحفاظ على لبنان الذي نعرفه.
ثم قدم البطريرك الراعي شهادة تقدير بطريركية للأخت كونستانس باشا لخدماتها الطويلة في رسالة الراهبات المارونيات.
وبعد ذلك قطع الراعي قالب الحلوى ثم انتقل بعد الظهر الى زيارة مزار القديسة ماري ماكيلوب في نورث سيدني قبل مشاركته في العشاء الحاشد الذي تقيمه الابرشية المارونية على شرفه في صالة لا مونتاج.