{ بداية الغيث قطرة، وما كان يخشى منه اللبنانيون اطلّ من بلدة القرعون في البقاع الغربي، مخيم سوري بالاسمنت المسلّح وارادة امنية سياسية تدعو للشك لم تسمح للأمن الداخلي بإزالته .
انه التوطين الذي بدأ يسري كالمرض الخبيث في جسد الوطن اللبناني:
ففي حين تمنع حواجز الجيش اللبناني منذ 66 سنة ادخال اكياس الترابة الى المخيمات الفلسطينية حتى لا يتم البناء عليها وبالتالي اقامة ابنية عادية للسكن الدائم، نجد ان مخيمات اللاجئين السوريين بدأت تشق طريقها الىامر واقع دائم. اذ لا شيء يوحي ان اللاجئين السوريين يفكرون في العودة الى ديارهم حتى الذين لا زالت بلداتهم وقراهم بمنأى عن الأحداث، لتتحوّل قضية اللجوء الانساني الى احتلال ممنهج ثم الى توطين مفروض بحكم العدد اولاً وبحكم الغطاء السياسي ثانياً.
جمهورية القرعون، هي اولى جمهوريات اللاجئين، وهناك جمهوريات جاهزة لتتوزع الخريطة اللبنانية قد تدفع الفلسطينيين غداً الى الشروع بالبناء تحت شعار «اللاجئ الأقدم هو اولى بالباطون المسلح»؟!
أنطوان القزي
tkazzi@eltelegraph.com