بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
تهلّلت أسارير النائبين سامي الجميل وپولا يعقوبيان وهما يسمعان ان الشعبوية تكاد تحكم القارة الأوروبية؟!.
إذ لم تعد الشعبوية شعاراً فقط، و آخر الحصاد الشعبوي تمثل بوصول بوريس جونسون إلى منصب رئيس الحكومة البريطانية وهو أمر مفاجئ في إحدى أعرق الديمقراطيات الغربية. ولم تكن بريطانيا يوماً تحلم بدخول الشعبوية الى «10 داونينغ ستريت»؟!..
أنا أعرف أن الذين يصفون المعارضين اللبنانيين بالشعبوية لا يعرفون معنى هذه الكلمة بالتحديد، لكنهم ساروا فيها على طريقة (فليسقط واحد من فوق) وهو الشعار الذي كان يردّده السائرون في آخر التظاهرات في بيروت أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي وهم يعتقدون بأنه ترداد لما كان يقوله السائرون في أوّل التظاهرة (فليسقط موشي دايان) وزير دفاع إسرائيل آنذاك.
القصة تتكرّر اليوم ليس مع متظاهرين، بل مع أهل سلطة ومسؤولين يصنّفون أنفسهم بالنخبة .. وللتعبير عن غضبهم من الآخَر المعارض يطلقون عليه صفة «شعبوي».
المهم ان الموصوفين بالشعبوية اليوم في لبنان يهلّلون لأن حلفاءهم يحكمون العالم: مع ترامب في أميركا ومع جونسون في بريطانيا ومع رئيس حكومة المجر فيكتور أوربان ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني.
يقول النائب المحافظ وأحد أبرز الداعمين لجونسون، دانييل كازينسكي:» إن ما يسميه البعض شعبوية هو في الحقيقة قدرة على تقديم سياسات تلقى أصداء إيجابية لدى الناخبين. وتابع أن «جونسون قادر على تغيير مزاج حزب المحافظين والبلاد بشكل عام. هناك حماس ملموس لتسلمه مهام رئاسة الحكومة».
المهم أن پولا هي أكثر المهللين لوصول بوريس جونسون الى «10 داونينغ ستريت» في لندن
لأنها وجونسون كانا زميلين سابقين في مهنة المتاعب، فهو عمل فترة في بروكسل بصفته مراسلا لصحيفتي «ذي تايمز» و «ذي ديلي تيلغراف» وپولا عملت في تلفزيوني «أل بي سي والمستقبل» ثم أصبحت نائبة.
وما دام بوريس جونسون شعبوياً مثل سامي وپولا ، فهل ستقاطعه السلطة اللبنانية لأنه حليف أصحاب الطعون الدائمة؟!.
Recent Comments