كان موضوع التبدلات المناخية من الامور الجوهرية التي على اساسها خاضت الاحزاب الكبرى وبعض المستقلين الانتخابات الفيدرالية في استراليا.
فحزب العمال، كحزب الخضر وبعض المستقلين يؤيدون بالمطلق اتفاقية باريس للتبدلات المناخية، ويدعمون منع استخدام الفحم الحجري لانتاج الطاقة الكهربائية، ويؤيدون اتخاذ كل التدابير لخفض الانبعاثات الحرارية، حتي ولو جاءت هذه التدابير على حساب مصلحة المواطنين والاقتصاد الاسترالي، ورفع معدلات البطالة في البلاد.
وشن هؤلاء حملة تخويف، كما فعل آل غور سابقاً، ان العالم يسير نحو موت الحياة على الكرة الارضية، وان البشرية تتجه الى كارثة كونية، قد تقضي على الجنس البشري.
وجرى اقحام طلاب المدارس، كون الشبيبة الاسترالية ترمز الى المستقبل، وان سياسة الحكومات الاسترالية لا تبالي لهذا المستقبل بسبب رداءة سياستها المناخية والاجراءات العملية المنتقصة التي تهدد مستقبل الشباب في استراليا، رغم ان هذه البلاد لا تنتج سوى 0،83 من الانبعاثات الحرارية في العالم، وهي نسبة لا تذكر بالمقارنة مع 13 ٪ تنتجها الصين وحدها.
لذا استبعد حزب الاحرار زعيمه السابق مالكولم تيرنبل الذي سعى جاهداً الى الزام استراليا بالمعاهدات المناخية، ووافق ان يدفع المواطنون بضعة مليارات، حسب ما تطالب به اتفاقية باريس، بحجة مكافحة التلوث المناخي والحؤول دون انقراض مظاهر الحياة على الارض.
كذلك دفع طوني آبوت ثمناً باهظاً في الانتخابات الاخيرة على خلفية مناهظته للمشاريع والتوصيات الأممية التي تطالب بالحد من الانبعاثات الحرارية. وفازت زالي ستيغال بانتخابات وارينغا، بعد ان طرحت التبدلات المناخية في صلب برنامجها الانتخابي، وبدعم من مسؤولين في الأمم المتحدة، يقفون وراء اتفاقية باريس التي عارض آبوت دعمها وتمويلها من قبل حكومته.
فهل فعلاً تواجه البشرية خطر الانقراض، ام ان قضية التبدلات المناخية اصبح كالوهم والفزاعة التي يرعب بها قادة العالم الجماهير، لابتزازهم من اجل دعم مشاريع التحكّم بالمناخ لاسباب و دوافع عسكرية؟
– نيكولا تسلا Tesla
نيكولا تسلا (1856 – 1943) هو باحث ومخترع اميركي من اصل صربي، اجرى بحوثاً معمقة على الحقل المغناطيسي الذي يحيط بالكرة الارضية، وتمكن من تحويل القوة المغناطيسية الى طاقة كهربائية. واعلن انه بامكانه تزويد البشرية بهذه الطاقة ببضعة دولارات فقط، واخترع جهازاً قادراً على تحقيق هذه الفكرة.
وفي ابحاث معمقة ادعى تسلا عن قدرته على التحكم بالمناخ، خدمة للبشرية. اي انه بمقدور الانسان احداث المطر في اماكن جافة تحتاج للمياه، او الحؤول دون تساقط البرد ومنعها من افساد المحاصيل الزراعية.
توفي نيكولا تسلا في 7 كانون الاول 1943 في ظروف غامضة، قيل بعدها انه اصيب بنوبة قلبية اثر انسداد الشرايين. لكن علم من ناحية اخرى ان وكالة الأمن والاستخبارات الاميركية (CIA) وضعت يدها على كل اختراعات تسلا وجميع الوثائق الموضوعة في خزانته، كما ذكر ابن اخيه. ولا يعلم احد ما كانت تحوي هذه الوثائق، لكن ذكر ان تسلا اخترع آلة صغيرة قادرة على احداث هزات ارضية، واخرى تحول الطاقة المغناطيسية الى كهرباء، كما اخترع اول راديو للتواصل مع المخلوقات الخارجية. تمكّن من انتاج كميات هائلة من الطاقة الكهربائية ونقل انوار القطب الشمالي (Aurora) فوق مخبره وكان لديه القدرة على التنبؤ بأحداث مستقبلية، ومنها غرق السفينة تايتانيك.
ويعتقد كثيرون حول العالم ان البشرية لم تستفد من اختراعات تسلا، وان العديد من المشاكل التي نواجهها اليوم كان يمكن معالجتها، لو جرى الكشف عن اختراعاته، وطرحت افكاره للمناقشة العلمية وللاختبارات الميدانية.
لكن صحة هذه المقولة هي غير دقيقة بالكامل، لأنه منذ وفاة نيكولا تسلا. بدأت مؤسسات علمية وعسكرية في الولايات المتحدة، ثم روسيا والصين واسرائيل باجراء اختبارات حول نظريات تسلا، خاصة ما يتعلق منها بالتحكم المناخي والقدرة على احداث هزات ارضية. وتحولت اختراعات هذا العالم الصربي الى سلاح خطير قادر على افتعال العواصف والفيضانات، او حظر المطر والتسبّب الجفاف والتصحّر.
ويعتقد البعض ان القدرة على استخدام القشرة المغناطيسية تساعد ليس فقط على انتاج الطاقة الكهربائية، بل بالامكان استخدامها لتفجير البراكين واحداث موجات التسونامي. وهذا ما دفع الرئيس الاميركي ليندون جونسون (1908 – 1973) الذي تسلم رئاسة الولايات المتحدة بعد اغتيال جون كينيدي، ان يعلن في احدى خطبه «ان من يتحكم بالمناخ يحكم العالم».
– القدرة على التحكّم بالمناخ
يقال ان الحقيقة هي احياناً اغرب من الخيال. والحقيقة ان الانسان لطالما حاول، ليس فقط الى التأقلم مع المناخ، بل سعى للسيطرة عليه بطرق مختلفة، ابتداءً بالدعاء والصلوات وانتهاءً بالتجارب والتكنولوجيا الحديثة.
في سنة 1946، اي بعد سنوات معدودة من وفاة نيكولا تسلا، بدأ الجيش الاميركي يجري سراً تجارب على التحكّم بالطقس.
وفي مطلع الستينات اصدرت الأمم المتحدة قراراً يجيز اجراء اختبارات للدول القادرة، من اجل معالجة الانبعاثات الحرارية. هذا القرار يعتبر بمثابة تشريع دولي للتحكم بالمناخ. وتطور لاحقاً الى قرارات تلزم الدول الاعضاء في الأمم المتحدة على المساهمة المالية في تغطية تكاليف هذه الاختبارات التي تسعى بواسطتها كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين واسرائيل والاتحاد الاوروبي للتحكم في الطقس. هذه التقنية تعرف اليوم تحت تسمية الهندسة الجيولوجية Geoengineering .
– الهندسة الجيولوجية
تسعى الهندسة الجيولوجية الى مكافحة التغيرات المناخية، عن طريق ازالة ثاني اوكسيد الكربون من الجو او الارض عن طريق افتعال السحب او الغبار للتقليل من حرارة الشمس وتأثيرها على الارض.
لكن باحثين مستقلين، ومن ضمنهم نعومي كلاين، الناشطة في مجال البيئة، ينتقدون هذه التقنيات، كون مساعي التحكم المناخي لها جوانب مضرة وهي اكثر شراً من الاحتباس الحراري. وينتقد هؤلاء المؤسسات المخابراتية الاميركية التي، كما يبدو، ترى في التحكم المناخي وسيلة مثلى للتحكم بالشعوب. اذ يصعب التمييز في حالات الجفاف او الفيضانات او الهزات الارضية، بين ما هو مصطنع وما يمكن اعتباره، كوارث طبيعية.
لذا اوصت اتفاقية باريس انه لا يحق لأي بلد الاعتراض، او تقديم شكوى في حال وقوع كوارث طبيعية مدمرة، اثناء اجراء الاختبارات التي تهدف الى التحكّم المناخي.
آلان روبوك، الذي درس التأثير المحتمل «لشتاء نووي»، في الثمانينات، اثار موجة من القلق حول قيام وكالة الاستخبارات المركزية (CIA بتمويل الاكاديمية الوطنية للعلوم في الهندسة الجيولوجية.
في كانون الاول 2011، ذكرت العديد من المجلات والصحف ومن بينها «الصنداي تايمز» البريطانية ومجلة Arabian Business , ان حكومة الامارات العربية، استعانت بهذه التكنولوجيا لاحداث اكثر من 50 عاصفة مطرية مصطنعة في شهري تموز وآب 2010، بالقرب من مدينة «العين» المجاورة للحدود مع عمان. وشهدت المنطقة عواصف رعدية غير اعتيادية، وهطول المطر والبرد وهبوب رياح مفاجئة.
هذه الاختبارات ليست بالأمر الجديد. فالمملكة المتحدة افتعلت خلال الحرب العالمية الاولى الغيوم الكثيفة فوق بريطانيا، وخاصة المدن الكبرى، لحجب الرؤية على الطائرات الالمانية المغيرة على البلاد.
وخلال حرب فيتنام، نفذت القوات الاميركية، ما اصبح يعرف بـ « عملية بوبي» (Operation Popeye 1967 – 1968) بغية احداث فيضانات في الاراضي التي يسيطر عليها قوات الفيات كونغ الشيوعية. وارتفع معدل هبوط المطر بنسبة 30 بالمئة، مما تسبب بتعطيل حركة القوات المعادية وشلّ تقدمها.
في السنوات الاخيرة، اصبح برنامج ابحاث HAAPP التابع للجيش الاميركي لغزاً، بعد ان انتشرت هذه المنشآت في اكثر من بلد حول العالم، انطلاقاً من آلاسكا. ويوجد 8 مراكز رئيسية في شمال اميركا وجنوبها، اوروبا وروسيا، الصين والهند واستراليا، كما تنشر مئات المراكز الفرعية حول الكرة الارضية، وهي تتواصل معاً بواسطة الاقمار الصناعية وتعمل من خلال تفاعلها مع الحقل الكهربائي المغناطيسي الذي يحيط بالارض.
صمّم نظام HAARP لتحليل طبقة «الايونوسفير» Ionosphere ، وهي من الطبقات العليا وتمتد بين 85 و600 كلم فوق سطح الارض. وتمول القوات الاميركية، من قوات الدفاع، وسلاح الجو والقوات البحرية هذا البرنامج السري بمؤازرة جامعة الاسكا، ووكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة في الولايات المتحدة.
– التبدلات المناخية لم تعد طبيعية
يعتقد خبراء ومعنيون بالتبدلات المناخية ان الطقس حول العالم اصبح يتشكل بالفعل من خلال نشر المواد الكيمائية السامة والتي تعرف تحت مسمى Chemtrails, اذ تقوم طائرات، بشكل متعمد ببث شريط من المواد الكيمائية التي تتفاعل مع المكونات الكيمائية في الفضاء وتنتج الطقس المتقلب الذي يفرض على البشرية. فالحرارة او البرودة ، الجفاف او العواصف وغيرها، لم تعد عوامل طبيعية ناتجة عن تبدلات مناخية، بل هي من صناعة بشرية تسعى الى احكام سيطرتها على الطقس والتحكم به كما تشاء.
وهنا تكمن الخطورة ، اذ يصبح بعدئذ التحكم المناخي سلاحاً عسكرياً يمكن بواسطته احياء او تدمير مجتمعات بكامها، من خلال التحكم بالطقس.
ورافق هذا الاختبارات المناخية نشر مناخ ثقافي حول العالم، يشدّد على خطورة الاحتباس الحراري بسبب عدم تقيد الحكومات واصحاب المصانع بشروط خفض الانبعاثات الحرارية.
واصبح العالم اليوم يعيش هاجز التبدلات المناخية. ويجرى تشتيت الرأي العام وإلهائه بأمور اخرى ليست في صلب المشكلة الاساسية، اي قدرة البعض على التحكم بالمناخ بفعل ارادي مسبق.
– مخاطر هندسة الطقس.
في حين ان كل تكنولوجيا لهندسة التبدلات المناخية والتحكم بالطقس لها مشاكلها الفريدة، فان جميع تقنيات الهندسة الجيولوجية تتقاسم العديد من المخاطر المشتركة وتثير اسئلة حول صوابية وعدالة هذه التقنيات. لأن انعكاساتها السلبية سوف تحدث مشاكل مأساوية على البيئة والمجتمع والاقتصاد العالمي وعلى الاوضاع السياسية السائدة. هذه التقنيات هي دون شك غير موثوق بها وبنوايا من يقومون بها، وهي شديدة المخاطر، لأنها تتدخل في الانظمة الديناميكية لتركيبة الطبقات الهوائية حول الارض. وان اي خطأ ميكانيكي او بشري، نتيجة لغياب المعرفة او بسبب قرار مسبق سوف يكون له آثار سلبية يصعب التنبؤ بها، مثل الانفجارات البركانية والزلازل والتسونامي.
هذه العوامل ستكون بمثابة كوارث عابرة للحدود، ستؤدي الى تغيير في الانظمة السياسية ونقص في التمويل وصعوبة توفير المساعدات الانسانية للمناطق او البلدان المنكوبة، وان محاولات اصلاح فشل هذه التقنيات يمكن ان تجعل مشكلة التبدلات المناخية اسوأ واشد خطورة.
– ملائكة الطقس وآلهته الجدد
يؤمن كثيرون ان الله أوكل مهمة رعاية الطقس الى ملائكته، يديرونه بحكمة ومسؤولية من اجل حماية الجنس البشري.
لكن البعض اليوم يسعون ان يكونوا آلهته يتحكمون بالمناخ والعوامل الطبيعية، يحدثون العواصف والفيضانات، يشعلون البراكين الراكدة ويثيرون الامواج العاتية. هؤلاء يسعون للتحكّم بمصير الشعوب.
منهم من يرغب باحكام السيطرة على العالم والبعض الآخر يسعى الى خفض عدد السكان، “كون ارتفاع سكان العالم هو ما يسبب التبدلات المناخية”، حسبما يروجون.
للأسف الشديد، اصبحت البشرية تقاد الى الموت والدمار، وهي تدفع للخبراء جزاء اتعابهم. فالتبدلات المناخية التي يشهدها العالم، هي نتاج تدخل بشري لمجموعات خفية تريد التحكم بالعالم وبمصير الشعوب. ولا مانع من غسل دماغ هذه الشعوب او تخديرها وحتى التخلص منها بالكامل. فمظاهر القوة اليوم هي ابعد من القرارات السياسية.
انها القدرة على التحكم بلقمة العيش، وبكوب الماء الذي يروي عطشنا، وبحرية اتخاذ القرار العقلاني والموضوعي.
لم يخطئ الرئيس جونسون عندما قال ان من يتحكم بالمناخ يتحكم بالعالم. فالانسان هو غير قادر على الحياة دون الهواء والماء والارض الصالحة والمنتجة والبحار الغنية بالثروات.
فالتلاعب بالطبيعة هو تلاعب بمصير الشعوب.. ونحن في صلب العاصفة.
Recent Comments