في قرية «كفر ياسف» في قضاء عكا بالجليل الأسفل، ولد العالم الفلسطيني، بسام دلة في كنف عائلة متوسطة، مكونة من 7 أولاد، وعلى مدار 18 عاماً، كان التحصيل العلمي من أولويات العائلة، والحصول على الشهادات أمر لا نقاش فيه.
يقول البروفسور الفلسطيني، بسام دلة، والذي اختير ضمن أفضل 2 في المئة من علماء العالم إن «هذه الثقافة التي تربينا عليها وتجذرت في وجداننا، مهدت لي ولإخوتي الطريق نحو النجاح والتألق، فتجد اليوم في عائلتي الأطباء والمهندسين والمحاسبين”.
بعد تجاوزه سن الثمانية عشرة، انتقل دلة إلى حيفا، في الداخل الفلسطيني المحتل، لدراسة هندسة الميكانيك وتخرج بدرجة امتياز، إلا أن فرحته بالنجاح لم تكتمل، مشيراً إلى أنه لم تسنح له فرصة عمل بشهادته كونه عربياً.
وأضاف، اضطررت للعمل كمدرس لطلاب المرحلة الثانوية قرابة السنتين، لكن طموحاتي أكبر من ذلك بكثير، ولم يكن لدي رغبة في متابعة التدريس، فقررت السفر إلى أستراليا عام 1991، وهناك درست وتخرجت من جامعة «سدني» عام 1997 بدرجة دكتوراه بهندسة الاحتراق.
انتقل البروفسور دلة بعد تخرجه للعمل كمحاضر في جامعة «آدليد» جنوب أستراليا، وبقي فيه 22 سنة، وساهم بإنشاء معهد أبحاث لتكنولوجيا الطاقة عام 2009، وارتقى خلال تلك السنوات حتى وصل إلى رتبة الأستاذية العلمية «فُل بروفيسور» عام 2012.
برع دلة في علم الاحتراق بالأساس، خاصة في أبحاثه المتعلقة بعملية تخفيض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، الناتج عن الوقود الأحفوري والغازات الضارة للبيئة.
كما كان له الكثير من المقالات العلمية في المؤتمرات العالمية، ونشرت أيضاً على أفضل المجلات العلمية في العالم، وحصل نتيجة ذلك على دعم كبير لأبحاثه.
وأوضح دلة أن ثلاثين طالب دكتوراه، تخرجوا على يديه، وكان عنده 12 مساعد باحث خلال الفترة كلها، ونشر له نحو 325 مقالاً علمياً، كما سجل 4 براءات في استخدام الطاقة المتجددة وتصنيع الأسمنت والحديد والألومينيوم.
ومنذ 3 سنوات، استقطبت جامعة «الملك عبد الله للعلوم والتقنية» في السعودية، البروفسور دلة ليكون ضمن فريق العلماء في مركز أبحاث «الاحتراق النظيف» في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية.
كانت للبروفسور دلة مساهماته في العمل الوطني الفلسطيني، فقد أسس مع مجموعة من الناشطين الأستراليين جمعية «أصدقاء فلسطين الأستراليين»، وترأسها فترة من الزمن. وأوضح أن هدف الجمعية إبراز الرواية الفلسطينية وتوضيحها للشارع الأسترالي والدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكداً أن المكانة التي وصل إليها، وضعته أمام مسؤولياته الوطنية للدفاع عن القضية الفلسطينية.
واختير البروفسور بسام دلة هذا العام من بين 2 في المئة من العلماء في العالم في مجالات العلوم قاطبة، بحسب تصنيف جامعة ستانفورد لعام 2021.
ويعتمد الباحثون في جامعة ستانفورد على قاعدة بيانات شبيهة بتلك في «غوغل سكولر» الذي نشر أكثر من 8 آلاف مقال علمي على «غوغل سكولر» اعتمدت على أبحاث الدكتور بسام دلة.
Recent Comments