أأنطوان القزي
نزلوه من السيارة ، احتجزوه 12 ساعة في التحقيق، طلبوا منه أربعة أمور: مصادرة الهاتف. مصادرة جواز السفر. النزول إلى المحكمة العسكرية أمس الأول الأربعاء الساعة 11 مع وكيل قانوني وعدم مغادرة البلاد إلا بإذن من المحقق العسكري.
إنه المطران موسى الحاج ( الثورة)، راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدّسة، والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة والمملكة الهاشمية في الطائفة المارونية.
صاحب الأمر ال»بكباشي» القاضي فادي باشا عقيقي ممثل الدولة العليّة لدى المحكمة العسكرية.
والتهمة نقل أموال من فلسطينيين دروزاً ومسلمين ومسيحيين لأخوتهم وأهلهم وأقربائهم في لبنان.
ودرَج كل المطارنة منذ تأسيس الأبرشية في الأراضي الفلسطينية على إرسال الأموال لذويهم وازدادت في الفترة الأخيرة نظراً للضائقة المالية التي يمرً بها لبنان من باب المساعدة الإنسانية.
يعرف فادي عقيقي وتعرف السلطة في لبنان أن الأموال ليست إسرائيلية كما تزعم بل هي عربية قحّة وهي تحاول تلبيس التهمة للمطران موسى لأسباب سياسية معروفة؟!.
والسلطة التي جوّعت مواطنيها وأذلّتهم وجعلتهم يفتشون عن الطعام في حاويات النفايات، هذه السلطة تكذب على نفسها بما ساقته من اتهامات ، ثم ان الأموال التي كان ينقلها المطران موسى كان الجزء الأقل منها للمسيحيين، فهي كانت من دروز ومسلمي ومسيحيي فلسطين.
في بكركي وصلت الرسالة التي نفذوها عبر قاضٍ متزوّج من منى دكروب ابنة شقيقة الرئيس نبيه بري، وللتذكير فقط ، فإن فادي عقيقي هو نفسه الذي استدعى الدكتور سمير جعجع الى المثول أمام المحكمة في أعقاب حادثة الطيونة، لأن الحكيم شوهد يومها يقنّص من معراب على الشياح.
والغريب أن إسرائيل سمحت بخروج الأموال منها لمساعدة المحتاجين اللبنانيين في حين حجبت دولتهم عنهم ذلك لأنها توفّر لهم كل وسائل البحبوحة؟!.
للعلم والخبر يا دولتنا الغبية جداً وللقاضي الأغبى فادي عقيقي أن هناك أموالاً أسرائيلية تدخل يومياً بمئات آلاف الدولارات الى لبنان يحملها لبنانيون يعملون مع رجال أعمال يحملون الجنسية الإسرائيلية في كل بلاد الإنتشار اللبناني، ولكن مصادرة تلك الأموال لا تشكّل زكزكة للبطريرك الراعي كالتي ينقلها مطران ماروني من أناس يقاومون إسرائيل كل يوم باللحم الحي.
الدولة التي لم تستطع حتى اليوم اعتقال أو توقيف فرخ حرامي من السارقين الذين جوّعوا الشعب نراها اليوم توقف من ينقل فلس الارملة من كل عربي في فلسطين الى أهله في لبنان؟!.
الدولة التي لا تزال تتجاهل من دمّر نصف بيروت وقتل اكثر من مئتي شهيد، تملأ سلّتها اليوم باصطياد مطران تحت عنوان «ممنوع مساعدة اللبنانيين فليموتوا جوعاً».
من يدري، ربما تقرأون غداً عن دعوة فادي عقيقي الى بعبدا وتقليده وسام الوشاح الأكبر من رتبة فارس، أليس هو أحد فرسان الجمهورية؟!.
Recent Comments