كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
في أسبوع واحد سقط خمسة وثلاثون قتيلاً وأكثر من ستين جريحاً في الولايات المتحدة في سلسلة حوادث إطلاق نار : الأول، يوم الأحد الماضي في كاليفورنيا والثاني في ولاية ميسيسيبي والثالث يوم السبت في تكساس والرابع في ذات اليوم في أوهايو.
وفي ذات الأسبوع وفي ذات الأيام، حصلت تظاهرات في موسكو بسبب منع أحزاب معارضة من الترشّح للإنتخابات النيابية وتمّ اعتقال أكثر من ألفي شخص.
ونحن العرب نصفنا معجب بربطة عنق دونالد ترامب والنصف الآخر يعتبر فلاديمير بوتين قدوة ونموذجاً: الأول أشاع جوّاً من الكراهية العنصرية بين مواطنيه في اضطهاده المتكرّر للملوّنين ثم يقول بعد حادثة تكساس
«لا مكان للكراهية عندنا»؟.. والثاني يقمع كل معارضيه ليذكّر العالم بزمن جوزيف ستالين أو بربيع براغ الشهير.
وفي منطقة الشرق الأوسط يتأرجح العالم العربي بين الرياض وطهران؟
فمعسكر الرياض في الإمارات والأردن ومصر والسلطة في فلسطين وشمال افريقيا وبعض لبنان لا يرى ولا يتذكّر عملية احتجاز عدد كبير من الأمراء في فندق الريتز في العاصمة السعودية، وحتى الآن لا يعلم أحد أسباب الإعتقال ولا أسباب الإفراج عنهم.. أمّا معسكر طهران في سوريا والعراق واليمن و «حماس» وبعض لبنان، فلا يرى ولا يتذكّر دماء المعارضين الإيرانيين تسيل في الشوارع ولا يعرف اسباب منع شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام من العودة الى بلادها.
كلّهم «يؤستذون» على العرب من واشنطن الى موسكو الى الرياض فطهران ، علماَ أن هؤلاء جميعاً يحتاجون الى من «يؤستذّ» عليهم ومن ينزع عنهم لوثة العنصرية في واشنطن والقبضة الحديدية في موسكو والقمع في الرياض و كمّ الافواه طهران.
ورغم ذلك يعيش العرب سعداء في هذا المربّع الذهبي وهم يشبهون الصبي الممسك بفستان خالته؟!.
Recent Comments