أنطوان القزي
كثيرون فاجأهم سكوتي على التهجّم على البطريرك الراعي قائلين أن ذلك ليس من عادتي، وقالوا:” عندما ظهر السيد حسن نصرالله منذ سنوات في رسم كاريكاتوري في برنامج “دمى قراطية” لشربل خليل، هاجم مريدو السيّد يومذاك أطراف عين الرمانة ولولا اعتذار شربل خليل ومحطة أل بي سي لكانت عادت حرب بوسطة عين الرمانة بنسخة جديدة، هؤلاء ذاتهم يلفون الحبل اليوم على عنق البطريرك الراعي ويهاجمونه بكلمات يندى لها جبين القواميس..فلماذا تسكت؟!.
وكتب الإعلامي عماد مرمل، نجم قناة المنار التابعة ل”حزب الله”في جريدة الجمهورية ما يلي:”امّا مواقع التواصل الاجتماعي المَحسوبة على البيئة الحاضنة للمقاومة فقد أفلتَ بعضها من الضوابط وذهبَ بعيداً في الهجوم على الراعي”.
أجبت الأصدقاء أن الكلام الذي ينضح بالمواقف الوطنية الجامعة والمتسلّح بالحقيقة والمتألم لوجع الناس كل الناس، لا يحتاج الى من يدافع عنه، بل يقول كلمته ويمشي ، والأسلوب الذي هوجم به الراعي هو أبلغ إدانة لمطلقيه.
فثفافة بكركي كصخرتها الدهرية ، ليست ثقافة سجالات أو ملعباً للريح.
فعندما أفلتوا حمَلة العصي والهراوات على الثوار على جسر الرينع، اعتقدنا ان منطقة الخندق الغميق متخمة، وعندما حطموا الخيام على رؤوس الثوار في ساحة البرج وأحرقوا مجسّم الحرية، قلنا يبدو أنهم لا يحتاجون الى شيء من “طقطق الى السلام عليكم”، وهل تذكرون عندما أنذر السيّد حسن الثوار بالخروج من الشارع مهدّداً :” إذا نزلنا نحن الى الشارع فلن نخرج منه”.. عظيم ، خرج ثوار 17 تشرين من الشارع.. ولكن انظروا الى الذين نزلوا الى الشارع اليوم ولن يخرجوا منه ، إنهم في صور وبعلبك والنبطية والبيسارية والصرفند وبنت جبيل وكفرمان وعلي النهري وكل الجنوب والبقاع، نزلوا الى الشارع ولن يخرجوا منه ليس بأمر من السيّد بل لأنهم يريدون الرغيف والضوء والمازوت مثل متظاهري الذوق وجل الديب. والذين حاولوا ايقاف الثورة بالأمس يسيرون في طليعتها اليوم بعدما بات الجرح أعمق والوجع أقسى وأمر,
قرأتُ منذ يومين في صحيفة الأخبار التابعة ل”حزب الله” ما يلي:
..وخلال اليومين الفائتين تهافت أبناء القرى والبلدات الجنوبية، على المحالّ التجارية، بحثاً عن الخبز. في الصباح الباكر قرّرت زينب عواضة، ابنة بلدة شقرا السير على قدميها، في شوارع البلدة، خوفاً من استهلاك البنزين المتبقّي في سيارتها. وتقول زينب: “بتنا نتسابق كل صباح إلى المحالّ التجارية علّنا نحظى قبل غيرنا بما تيسّر من الخبز أو الكعك، لكننا في اليومين الأخيرين فقدنا الخبز نهائياً”، لم يصِل الخبز إلى محالّ البلدة، كما لم يصِل إلى معظم البلدات الأخرى، فكان الحل بالتوجه إلى أفران المناقيش، لشراء العجين أو المناقيش.
يقول الفرّان أحمد مصطفى من مدينة بنت جبيل، مشيراً إلى أن “ازدحام الأهالي هذه الأيام مختلف، فقد بدأوا يُكثرون من شراء المناقيش لتخزينها في ثلاجاتهم خوفاً من استمرار انقطاع الخبز، وعدد كبير منهم باتوا يطلبون شراء العجين لاستخدامه في صناعة المعجّنات والزلابيا، لقد بتنا نشاهد دموع النسوة أثناء دفع ثمن المناقيش”.
ومنذ ليل أمس، انقطع الخبز نهائياً من الجنوب بأكمله، ومن بلدة الصوانة، يقول محسن الأمين: “لقد قصدنا كل المحالّ على الطريق المؤدي إلى بنت جبيل، بدءاً من مدينة صيدا، ولم نجِد أي ربطة خبز، حتى الكعك اختفى من الأسواق”.
ومنذ يومين غردت المحامية الدولية والناشطة السياسية رندلى بيضون عبر حسابها على تويتر:
“يا عصابة، عم تسمعو مسبّات ودعاوي العالم عليكن؟ حتى انت يا سيّد عم تسمع مسبّاتك بنص دين الضاحية والجنوب وبعلبك. يا حيف عللي كان بطل المقاومة”
..وبعد، أيَّ ردّ تريدون منّي أيها الأصدقاء.
Recent Comments