يحكى ان جحا كان جالسا في يوم من الأيام في احد الطرقات بالمدينة و رأى شخصاً يمر من امامه فقرر جحا ان يخدعه ، فقال له : يا رجل هناك وليمة في قرية قريبة مجاورة و اسلك هذا الطريق و اذهب و اسرع حتى تلحق بها ، و صدق المسكين كلام جحا و ذهب واجتهد في السير … فرح جحا واستمتع بفعلته هذه و بعد ذلك رأى رجلاً اخر و قال له نفس الكلام و ايضا ذهب و بعد ذلك قال لرجل اخر و اخر و اخر و كلهم ذهبوا يبحثون عن الوليمة في القرية المجاورة وتركوا اعمالهم وبيوتهم .. و انتشر الخبر بين الناس وراحوا يخبرون بعضهم، وعندها اصبح الكثير من الناس يذهبون في ذلك الطريق دون ان يقول لهم جحا الماكر شيئا عن كذبته و لما كثر القوم الباحثون عن الوليمة في القرية المجاورة ، استغرب جحا ما يرى ففكر ان يسال احد الاشخاص عن سبب ذهابهم للقرية المجاورة فأجابه الرجل : لأنه يوجد وليمة كبيرة في القرية فقال جحا لنفسه : لعله يكون هناك وليمة حقا ، سوف اسرع و اذهب حتى الحق الوليمة فصدق هو نفسه كذبته.
يوم الخميس الماضي جرت الإنتخابات الرئاسية السورية التي سماها النظام “ديموقراطية” وتوافد مليون لاجىء سوري في لبنان الى سفارتهم في اليرزة تاركين خيامهم ليشاركوا في الأنتخابات “الديموقراطية” حاملين صور الذي أبعدهم عن بيوتهم وأسكنهم الخيام لينتخبوه باسم “الديموقراطية”.
حتى الأسد نفسه صدّق كذبته حين هنّأه ثلاثة هم:
بوتين الذي يخفي معارضيه أو يسمّمهم أو يسجنهم.
والرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يسحل نظامه الطلاب بالدبابات.
والرئيس الكوري الشمالي كيم كونغ أون الذي يعدم كل من لا يصفّق له.
عندما هنّأه هؤلاء، صدّق الأسد كذبته و أن انتخاباته ديموقراطية وفعل كما فعل جحا، وفور إعلان فوزه يوم الجمعة، وفي خطاب “النصر” راح يهاجم الثوار والمعارضين واعداً بدحر أعداء نظامه ، علماُ أن نصف الشعب السوري يعيش على أبواب الله الواسعة خارج جنّة نظام البعث “الديموقراطي”.
الأسد تجاوز جحا في تصديق كذبته حين أعلن أنه قد يترشح بعد سبع سنوات لولاية خامسة وليس مهماً من يبقى من السوريين داخل بلادهم أو من يبقى حيّاً منهم؟!,.
Recent Comments