بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
لأن قضية قرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان حول العمالة الفلسطينية عادت مادة سجالية في مجلس الوزراء ، رأيت من المفيد أن أعرض هذه الشواهد التاريخية:
في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني من العام 1974 شدّ الرئيس الراحل سليمان فرنجية الرحال الى نيويورك حاملاً الملف الفلسطيني لتمثيل العرب جميعاً أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة، بتكليف من القمة العربية السابعة التي انعقدت في الرباط المغربية ذلك العام.
وفي أيلول سنة 2018 لحظ الرئيس ميشال عون في كلمته في الأمم المتحدة قضية فلسطين كما لم يلحظها أي زعيم عربي، فركّز على حق العودة وعلى حل الدولتين وعلى وقف العنف الإسرائيلي.
وكان اللبناني كلوفيس مقصود ممثل الجامعة العربية في الأمم المتحدة
( 1979- 1990) صوتاً صارخاً باسم فلسطين طيلة هذه السنوات.
وغداة النكبة الفلسطينية سنة 1947 كان شاب عصامي لامع يدعى جبران اندراوس تويني ( مؤسس النهار)، بيروتي عتيق، لا يفارق رأسه الطربوش. يجول في دول أميركا اللاتينية قنصلاًً للبنان، ليحشد التأييد للقضية الفلسطينية.
أسوق هذه المشاهد لأقول للأخوة الفلسطينيين أن انغماس لبنان حتى أذنية في الدفاع عن قضية فلسطين لا يمحوه قرار وزير لبناني رأوا فيه إجحافاً.
وبعيداً عن حيثيات القانون وعن التظاهرات التي لا تزال مستمرّة حتى اليوم، يتساءل كثيرون : لماذا لم تتحرّك المخيمات دفعة واحدة يوم وعد نتنياهو الإسرائيليين أنه سيضمّ كل الضفة الغربية الى الدولة العبرية، ولماذا لم يقفوا وقفة واحدة وهم يشاهدون جنود الإحتلال يقتحمون المسجد الأقصى في عيد الأضحى مثلما انتفضوا وتوحّدوا ضد قرار يساويهم بغيرهم من المواطنين اللبنانيين؟!.ولماذا لم تنتفض 12 مخيّماً على نتنياهو كما انتفضت على الوزير أبو سليمان؟!.
اللبنانيون جميعاً دولة وشعباً ما زالوا على مواقفهم الحاضنة للقضية الفلسطينية سياسياً وإنسانياً وحقوقياً، والأمل أن يعي الأشقاء الفلسطينيون معنى هذا الإحتضان، وإذا شاؤوا أن يحفروا في الوجدان اللبناني سيجدون أن القدس بقبابها مآذنها معلّقة في صدور منازلهم تماماُ مثل بيروت وبعلبك وبيبلوس وصيدون وطرابلس وصور.
وبعد، ما يجب أن يفعل اللبنانيون أكثر من ذلك ليتأكّد بعض الأشقاء من صدقهم؟!.
Recent Comments