خواطر الأسبوع

كنت قد كتبت في زاوية «استراليات» عن ذكريات من مسرح السياسة الاسترالية.. وقد سقط سهواً مني عدم ذكر فترة حكم رئيس الوزراء المخضرم غوف ويتلم.. فقد حدثت أزمة دستورية لم تمر استراليا بمثلها عبر تاريخها.. كادت أن تقسم استراليا الى جزئين.. وذلك حينما طرد الحاكم العام آنذاك سير جون كير حكومة ويتلم من الحكم.. وحل البرلمان الفدرالي ودعا الى إجراء إنتخابات جديدة.

قال ويتلم جملته الشهيرة: «إن الله يبارك الملكة ولكن لا شيء سوف يرحم الحاكم العام».

كان الصديق الراحل أنطوان يمين مدمناً على قراءة التلغراف.. ويناقشني دائماً في مقالاتي.. ففي رسالته للتلغراف قال أنطوان انه في عهد حكومة ويتلم فقد فتح الباب أمام الهجرة غير الأوروبية (مثل الشرق الأوسط الى استراليا).

وقال انطوان في رسالته إن أبناء الجالية اللبنانية دعموا حكومة ويتلم العمالية.. حيث قام ويتلم مع زوجته مارغريت بزيارة لبنان عام 1972.. أمضى 3 أيام في لبنان.. وإستقبله في إهدن الرئيس الراحل سليمان فرنجية.

حمّلته فعاليات الجالية اللبنانية رسالة الى الرئيس فرنجية.. تطلب الموافقة على حق المغتربين اللبنانيين بالتصويت في الإنتخابات اللبنانية.

وبعد عودة ويتلم من لبنان قال لأبناء الجالية اللبنانية إن لبنان بلد رائع الجمال والحياة فيه ممتعة جداً.. فلماذا تهاجرون؟

يا حبذا لو كان ويتلم على قيد الحياة لعرف ان لبنان قد انهار بسبب فساد الطبقة الحاكمة.. ولَعَلِمَ ويتلم لماذا يهاجر اللبنانيون.

كان الشعراء والروائيون وكتّاب الأغاني على مدى قرون طويلة.. يصفون أعمالهم الأدبية والفنية القلب المكسور من الحب والمعاناة من المحبوب.. والذي لا يبادل الحب بالحب.. وخلجات القلب النابضة بوجع الحب.

غير انه الآن فقط أثبت العلماء بالتجارب ان الحب غير المتبادل وفراق الحبيب وهجر المحبوب أكثر في قسوته من مجرد إستجابة عاطفية.. ولكنها تؤلم الجسد وتحدث تغيرات كيميائية في المخ.. مثل ذبول الإحساس وإحتراق قلب المحب بالماء المغلي.. وتعرضه الى الإصابة بالمرض النفسي.

الحب في حد ذاته عاطفة غير طبيعية قد تسوق صاحبها الى الجنون.. ولعلنا نذكر في التاريخ العربي قيس مجنون ليلى.. عندما تزوجت ليلى بشخص آخر أصيب قيس بمس من الجنون حتى انهم أخذوه الى مكة للحج حتى يشفيه الله من حب ليلى.

كان يقول له المرشد الروحي ان يردد وراءه.. اللهم إشفني من حب ليلى.. ولكن قيس أخذ يردد: «اللهم إشفني.. لا.. اللهم زدني حباً بليلى».

ومن روائع الموسيقار الخالد فريد الأطرش التي أحبها أغنية الربيع الذي يقول في إحدى وصلات الأغنية:

أخذ ورد الهوا مني وسبلي شوكه يؤلمني.

وكل ما أقول آه يزيد في ظلمه يؤلمني.

من يوم ما فتني وراح شدو البلابل نواح.

والورد لون الجراح.

والدنيا من بعده هوان ويأس وآلام.

إن الحب بلى والعشق سم قاتل.

اللهم إرحمنا من الحب.

في الأسبوع الوطني للشجرة.. يتم الاحتفال بأهم أشجار في العالم التي لها تاريخ.

مثل الشجرة القديمة التي تحت ظلها إستلهم بوذا التقرير الروحي.. وفي استراليا شجرة المعرفة الصنوبر التي عمرها 200 عام في كوينزلاند.. والتي تحت ظلال فروعها وُلد حزب العمال الفدرالي (ALP).. حيث إجتمع عمال قص الصوف للخراف.. المضربون عن العمل عام 1891 وألّفوا حزب العمال.. لكن المخربون سمموا الشجرة وأُعلن عن وفاتها بتاريخ 3 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2006.

وفي تركيا حيث جرت معركة غاليبولي التاريخية توجد مقبرة تضم قبور الجنود الاستراليين وتحمل إسم مقبرة لون باين.. وزُرعت شجرة الصنوبر في العشرينات في القرن الماضي.. وهي رمز استرالي كبير.