أنطوان القزي
سنة 2014 نفّذت روسيا العديد من العمليات العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية ودعمت الإنفصاليين في دونباس وتوغّلت
الدبابات الروسية في اقليم دونيتسك وضم بوتين اقليم شبه جزيرة القرم الى روسيا.
في 21 فبراير شباط 2022، زعمت الحكومة الروسية أن القصف الأوكراني دمر منشأة حدودية تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي على الحدود الروسية الأوكرانية، وزعمت أنها قتلت 5 جنود أوكرانيين حاولوا العبور إلى الأراضي الروسية. ونفت أوكرانيا التورط في كلا الحادثين ووصفتهما بالعلم الكاذب. في اليوم نفسه، اعترفت الحكومة الروسية رسميًا
بجمهورية دونيتسك الشعبية
و جمهورية لوغانسك الشعبية
المعلنة ذاتيًا كدولتين مستقلتين.
بعد 8 سنوات، وفي 24 فبرايرشباط 2022، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا
تبع الغزو غارات جوية استهدفت المباني العسكرية في البلاد، وكذلك دخول الدبابات عبر حدود بيلاروسيا .وأطلق الروس صواريخ كروز وصواريخ بالستية على المطارات والمفار العسكرية في كييف وخركيف كما قامت القوات الروسية بعملية إنزال واسعة في ماريوبول وأوديسا وأعلن الرئيس زيلنسكي الأحكام العرفية واستولت القوات الروسية على محطة تشيرنوبيل.
. سُمعت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا .. تدهورت البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وتعطلت الاتصالات في أوكرانيا بالفعل نتيجة للهجمات الإلكترونية وتم احتلال العديد من المدن أو المباني الأوكرانية، وهرب آلاف الأوطانيين من بيوتهم وافترشوا محطات المترو ملاجئ لهم.
وأوهم بوتين شعبه أن سقوط أوكرانيا، هو قصة أيام.
الأسبوع الماضي، مع مرور 200 يوم على اندلاع الحرب، وسَّعت أوكرانيا تقدمَها الميداني في شرق البلاد، إذ أعلن القائد العام للجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني، أنَّ قواته واصلت توغلها شمالاً في منطقة خاركيف وتقدمت إلى جنوبها وشرقها، وذلك غداة تقدمها السريع الذي دفع روسيا إلى الإقرار بتخليها عن معقلها الرئيسي في المنطقة.
وأظهرت خريطة منطقة خاركيف التي عرضتها وزارة الدفاع الروسية خلال إحاطتها اليومية، انسحاباً كبيراً للجيش الروسي من هذه المنطقة، وأنَّ الجيش الروسي لم يعد يسيطر إلا على جزء صغير من الأراضي الواقعة شرق خاركيف خلف نهر أوسكول.
من جانبها، أعلنت القيادة الروسية، بالتزامن مع التطورات، أنَّها لا ترفض إجراء مفاوضات مع كييف
هذا المشهد، ذكّرني بما سُمّي أزمة الصواريخ الكوبية، فسنة 1962 ارسل الزعيم السوفياتي
آنذاك نيكيتا خروتشوف صواريخ الى كوبا “ليعلّم الأميركيين درساً” بسبب حصارهم لكوبا ، لكن خروتشوف أمام تهديدات جون كينيدي بقصف الصواريخ اضطر الى سحبها.. ما أدّى بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي باستدعاء خروتشوف ومطالبته بالإستقالة لأنه أضرّ بهيبة الاتحاد السوفياتي.
فهل يستطيع فولوديمير زيلنسكي أن يهزّ عرش القيصر الجديد بوتين؟.
وهل يجرؤ الروس على مساءلة بوتين بعد الخسائر التي سبّبها لروسيا مادياً وأضرّ بهيبة روسيا؟!.ً
أم أنه فوق المحاسبة؟!