بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
تعوّدنا في كلّ عيد أضحى أن نسمع صوت بريجيت باردو تحتج على ذبح الخراف
(الأضاحي)، وكانت كل عام تطلّ من باب هذا العيد لتذكّر العالم أن صاحبة فيلم « وخلق الله المراة» لا تزال موجودة ولو بلغت الخامسة والثمانين من عمرها.
سنة 2013 هدّدت باردو بالهجرة الى روسيا بسبب قتل فيلين في حديقة حيوانات مدينة ليون بسبب إصابتهما بالسلّ. وفِي تموز الماضي اتهمت الرئيس إيمانويل ماكرون بالركوع للصيادين.
وباردو التي تمنّت ان تنجح زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرّفة ماريان لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية سنة 2014 هي لا ترى ملايين الأطفال الجائعين في العالم ولا تقرأ عن الأطفال الذين تفتك بهم الأمراض.
في عيد الأضحى هذا العام ، وحتى لا تكرّر باردو نفسها قرأنا أمس الأول أن مؤسستها قدّمت شكوى بحق رجل اقتلع رأس ديك حيّ بأسنانه وهو جالس مع الأصحاب في سهرة شهدت إسرافاً في الشرب.
بريجيت التي أعلنت حالة الطلاق من زمان مع الأخلاق كما أعلنت الطلاق بعد أربع زيجات وما تخلّلها من خيانات، تمعن اليوم في الإبتعاد ليس فقط عن الأخلاق ، بل عن الضمير أيضاً حين ترى الأطفال يتساقطون كالعصافير جوعاً وعنفاً في ساحات فلسطين وسوريا والعراق والدول الافريقية، وكأنها اتخذت من شعار الدفاع عن الحيوان مجرّد فانتازيا لإثبات الوجود.
وفي أستراليا ، ذكّرني منذ يومين النائب الأحراري الأسترالي أندرو هاستي بباردو حين اتهم الصين بالنازية في تعاملها مع متظاهري هونغ كونغ، وإذا سألته : «ماذا تسمّي ما تفعله إسرائيل بأطفال غزّة يقول: الفلسطينيون هم المعتدون»!؟.
وتماماً مثل باردو، تختلف لدى هاستي نظرية القاتل والضحية بين مكان وآخر تبعاً للمزاج والعصبية.. وليس العتب على بريجيت باردو المعقّدة من ماضيها وتحاول استحضاره عبر خروف هنا ورأس ديك هناك، بل العتب على سياسييين يبيدون شعوباً دون أن يرفّ لهم جفن ويخافون غلى نوع من الطيور في سيبيريا من الإنقراض؟!.