أنطوان القزي
في 1 تشرين الأول سنة 1970 سار في جنازة الرئيس جمال عبد الناصر من خمسة إلى سبعة ملايين مشيّع يتقدّمهم جميع رؤساء الدول العربية باستثناء العاهل السعودي.
وتناولت معظم وسائل الإعلام الغربية هذا الحدث بالسخرية زاعمة أن العرب يؤلّهون زعماءهم خاصة بعدما استمر تقاطر الناس عدّة أسابيع الى ضريح عبد الناصر رافضين التصديق أنه مات.
أمس الأول الإثنين ، شهدت لندن أكبر حشد في تاريخها لم يحصل لا في جنازة الأميرة ديانا سنة 1997 ولا في أولمبياد لندن سنة .2012
وعالجت وسائل الإعلام الغربية المناسبى بإجلال واحترام
كما عرضت 125 صالة سينما في بريطانيا جنازة الملكة اليزابيت وفتحت أبوابها مجاناً للجمهور عدا الشاشات الضخمة التي وضعت في الحدائق والساحات والكاتدرائيات.
من كنيسة وستمنستر والمواكب ذات الصلة في جميع أنحاء لندن
وكذلك على نقلت الجنازة على الهواء مباشرة على (بي.بي.سي) وآي.تي.في وسكاي.
واصطف مئات الآلاف من الأشخاص لساعات لإلقاء نظرة الوداع على جثمان الملكة إليزابيث المسجى في قاعة وستمنستر.
وللتدليل أيضاً على اختلاف النظر للأمور بين الشرق والغرب نقرأ ما يلي:
“ أعلن نجم كرة القدم البريطاني دايفيد بيكام، أنه وقف كغيره في الطابور مجة 13 ساعة منذ الساعة 2 صباحا حتى الثالثة بعد الظهر، كي يلقي نظرة على نعش الملكة ، وحيّاه متابعوه واعتبروه وفيّاً وأصيلاً
أما الفنانة اللبنانية مي الحريري فتعرّصت لكل أنواع السخرية والتنمّر والتهكّم لأنها عبّرت عن حزنها وأسفها لوفاة الملكة اليزابيت مشيرة الى أنها خسارة كبيرة لا تُعوَّض.
وعلقت حريري على موجة السخرية التي طالتها بعد تفاعلها مع خبر الوفاة، وكتبت: «لم أنزعج من قراءة تعليقاتكم السخيفة بخصوص وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، بقدر ما تأسفت على عقولكم الفارغة التي لا تستخدم سوى للتشهير ولإذلال الملوك والمشاهير. شكراً بريطانيا العظمى البلاد التي إحتضنتي وقدمت لي الإقامة الدائمة. الرحمة للملكة ولأصحاب العقول الفارغة».
وكانت مي حريري قد عبرت عن أسفها وحزنها لوفاة الملكة إليزابيث الثانية، مشيرة إلى أن العالم وبريطانيا خسرا إنسانة عظيمة لا يمكن أن تعوض، وشكرت حريري بريطانيا لأنها منحتها جنسيتها. “.
بيكهام تلقّى التقدير والثناء ومي حريري تلقت الشتائم الإهانات..
رحم الله الملكة