شكراً لحيّ الشيخ جرّاح الذي ذكّر العالم يأن القدس لا تزال موجودة، شكراً للفلسطينيين الذين تقاطروا من كل مكان لنصرة أهلهم ب”اللحم الحي”.
منذ أيام، راح المستوطنون يغزون هذا الحي، يحاولون اقتلاع سكانه وهم ينتظرون قرار المحكمة بطرد السكان العرب من منازلهم.
وبعد الإعتداء على المسجد الأقصى يوم الجمعة، هاجمت مجموعة من المستوطنين، مساء السبت، بالرصاص الحي واعتدت على الأهالي والمزارعين ورعاة الماشية بمسافر يطا جنوب الخليل، كما منعت القوات الإسرائيلية، المزارعين في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية من حصاد محاصيلهم الزراعية، وقامت باحتجازهم لساعات.
أنا لن أقول كما في الماضي: “أين العرب”؟! لأنني مقتنع لا بل متأكّد أنهم غير موجودين.. هم فقط موجودون في نهاريا وحيفا والمنتجعات البحرية وشواطئ ال” برونزاج”.. هم يقفون بالطوابير لحجز مكان لهم الى مطار بن غوريون.
مضحك من يسأل عن العرب في هذه المواجهات التي تلحظها صفقة العصر ووقّع عليها معظم الخليجيين دون أن يقرأوها لأنهم كانوا يبتسمون للكاميرات التي ستنقل “كاريسماتهم” الى التلفزيون الإسرائيلي؟!.
نعم، ما يحصل في حيّ الشيخ جرّاح ملحوظ في “صفقة العصر” ، فهل نستغيث بمَن سلّم رقاب المقدسيين وأرزاقهم وجنى أعمارهم للإسرائيليين.
أم نستنجد بالذين يستوردون منتجات المستوطنات كي يساعدونا على إخراج المستوطنين من حي الشيخ جرّاح.. كل طفل فلسطيني بات يدرك ان الأشقاء العرب يشترون منتجات المستوطنين بيد ويبيعونهم كلاماً ومواقف بيدٍ أخرى.
فإلى من تتجه رام الله هذه المرّة لترفع شكواها : هل الى مصر الغارقة في قضية سد النهضة مع أثيوبيا، أم الى بشار الأسد الذاهب نحو الرئاسة من جديد وهو الذي منع الفلسطينيين من العودة الى مخيّم اليرموك، أم الى لبنان الذي يعيش في وقت مستقطع ، أم الى الأردن الغارق بأزمات من كل اتجاه، أم الى الخليج الذي يقرأ بكتاب “صفقة العصر”؟.
القدس لم يعد لديها سوى اللحم الحي للدفاع عن حي الشيخ جرّاح؟!.